سفرنامه - ناصر خسرو - الصفحة ٦٠
وعرضه ثلاثون عليه نقوش ونقر وله بابان جميلان لا يفصلهما أكثر من قدم واحدة وعليهما زخارف كثيرة من الحديد والنحاس الدمشقي وقد دق عليهما الحلق والمسامير ويقال ان سليمان بن داود عليه السلام بنى هذا الرواق لأبيه وحين يدخل السائر هذا الرواق متجها ناحية الشرق فالأيمن من هذين البابين هو باب الرحمة والأيسر باب التوبة ويقال ان هذا الباب هو الذي قبل الله تعالى عنده توبة داود عليه السلام وعلى هذا الرواق مسجد جميل كان في وقت ما دهليزا فصيروه جامعا وزينوه بأنواع السجاد وله خدم مخصصون ويذهب اليه كثير من الناس ويصلون فيه ويدعون الله تبارك وتعالى فإنه في هذا المكان قبل توبة داود وكل انسان هناك يأمل في التوبة والرجوع عن المعاصي ويقال ان داود عليه السلام لم يكد يطأ عتبة هذا المسجد حتى بشره الوحي بان الله سبحانه تعالى قد قبل توبته فاتخذ هذا المكان مقاما وانصرف إلى العبادة وقد صليت أنا ناصر في هذا المقام ودعوت الله تعالى أن يوفقني لطاعته وأن يغفر ذنبي الله سبحانه وتعالى يهدي عباده جميعا لما يرضاه ويغفر لهم ذنوبهم بحق محمد وآله الطاهرين وحين يمضي السائر بحذاء الجدار الشرقي إلى أن يبلغ الزاوية الجنوبية عند القبلة التي تقع على الضلع الجنوبي يجد أمام الحائط الشمالي مسجدا بهيئة السرداب ينزل اليه بدرجات كثيرة مساحته عشرون ذراعا في خمس عشرة وسقفه من الحجر مرفوع على أعمدة الرخام وبهذا السرداب مهد عيسى عليه السلام وهو من الحجر حجمه كبير بحيث يصلي عليه الناس وقد صليت هناك وقد أحكم وضعه في الأرض حتى لا يتحرك وهو المهد الذي أمضى فيه عيسى طفولته وكلم الناس منه وهو في المسجد مكان المحراب وفي الجانب الشرقي من هذا المسجد محراب مريم عليها السلام وبه محراب آخر
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»