سفرنامه - ناصر خسرو - الصفحة ٦١
لزكريا عليه السلام وعلى هذين المحرابين آيات القرآن التي نزلت في حق زكريا ومريم ويقال ان عيسى عليه السلام ولد بهذا المسجد وعلى حجر من عمده نقش إصبعين كأن شخصا أمسكه ويقال ان مريم أمسكته باصبعيها وهي تلد ويعرف هذا المسجد بمهد عيسى عليه السلام وبه قناديل كثيرة من النحاس والفضة توقد كل مساء حين يخرج السائر من هذا المسجد متبعا الحائط الشرقي يجد عندما يبلغ زاوية المسجد الكبير مسجدا آخر عظيما جدا أكبر مرتين من مسجد مهد عيسى يسمى المسجد الأقصى وهو الذي أسرى الله عز وجل بالمصطفى صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج من مكة اليه ومنه صعد إلى السماء كما جاء في القرآن * (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) * وقد بنوا به أبنية غاية في الزخرف وفرش بالسجاد الفاخر ويقوم عليه خدم مخصصون يعملون به دواما وحين يعود السائر إلى الحائط الجنوبي على مائتي ذراع من تلك الزاوية لا يجد سقفا وهناك ساحة المسجد وأما الجزء المسقوف من المسجد الكبير والذي به المقصورة فيقع عند الحائطين الجنوبي والغربي وطول هذا الجزء عشرون وأربعمائة ذراع وعرضه خمسون ومائة ذراع وبه ثمانون ومائتا عمود من الرخام على تيجانها طيقان من الحجارة وقد نقشت تيجان الأعمدة وهياكلها وثبتت الوصلات فيها بالرصاص في منتهى الإحكام وبين كل عمودين ست أذرع مغطاة بالرخام الملون الملبس بشقاق الرصاص والمقصورة في وسط الحائط الجنوبي وهي كبيرة جدا تتسع لستة عشر عمودا وعليها
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»