وأسرى عبد الله بن يزيد الهلالي بسرية إلى قرية كبيرة يقال لها دارك فيها بيت نار عظيم وافتتحها وسبى منها * وبعث عبيد الله بن جندل بن أصرم على سرية أخرى إلى قرية قريبة من مدينتها يقال لها الفابزان دله عليها اليهود وفيها ثلاثون حصنا فخرج إليه أهل الحصون فقاتلوه قتالا شديدا وقتلوا جماعة من أصحابه وانصرف إلى عسكره مخفقا * وجعل ابنه أبا رهم بن أبي موسى على سرية أنفذها إلى المدينة الثانية مدينة قه فخرج إليهم منها زهاء ستة آلاف رجل شاكي السلاح وعليهم إخوة ثلاثة متعاضدون آذر جشنس ومهرابان وجلويه بنو جوانبه أكبرهم آذر جشنس وهو في القلب وأخواه في الميمنة والميسرة فحملوا على الجيش وقتلوا أبا رهم بن أبي موسى وهزموهم حتى رجعوا إلى فناء المدينة الأولى واستمدوا فأمدهم أبو موسى بعبيد الله بن جندل بن أصرم فقاتلوا أشد القتال وصابرا إلى آخر النهار ثم أظفر الله المسلمين بهم وبمدينتهم فقتلوا طول ليلتهم من وجدوا من رجل وامرأة وصغير وكبير وشيخ زمن حتى لم يترك فيها إلا من تخلص بروحه من تحت السيف ثم قفوا آثارهم عند الصبح فاصطفوا من السبي نحو ألف رأس حتى قال شاعرهم في ذلك عبيد الله أكرم من تولى * جنود التابعين إلى الحروب فساق التابعين وكل قرم * من الأنصار في يوم عصيب إلى حصن أصبهان ببطن جي * وجاورسان ذي المرعى الحصيب فرجعوا بسبيهم إلى باب المدينة الأولى فدخلوها صلحا وأسسوا بها مسجدها ثم اندفعوا خوفا من الثلج منصرفين مع أبي موسى إلى البصرة واستخلف على مدينة جي السائب بن الأقرع الثقفي وروى عن عتاب بن إبراهيم عن مجالد عن الشعبي أن عمر بن الخطاب كتب إلى عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي أن سر في ألفي فارس من أهل البصرة إلى إصبهان وقال غير الشعبي إن عثمان بن عفان ولى الكوفة الوليد بن عقبة فبعث عبد الله بن بديل والسائب بن الأقرع فصالحهم الفادوسفان على البلد فدخلا المدينة وبنيا مسجدها وطرح أربعة عشر رجلا من أصحاب رسول الله (ص) كل رجل لبنة في بنائها تبركا بها ولما انصرف أبو
(٢٨)