إسرائيل، فيجلسون في مراتبهم، وتنصب لي منبرا أرقي عليه وأتكلم بما يمكن ان يحضرني من الكلام في النحو الذي أريد الكلام فيه ففعل سليمان عليه السلام ذلك فقام على المنبر خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وأقبل يذكر الأنبياء واحدا بعد واحد، فيثني على من ذكره منهم في صغره وكبره ومدة أيامه إلى أن ذكر داود، فأثنى عليه واستغفر له حتى مات، ثم ذكر سليمان فأثنى عليه في صغره خاصة ولم يذكر بشئ في كبره، ولا ذكر شيئا من أيامه بخير ولا بشر. فأحفظ ذلك سليمان ودعاه (1) لما فرغ فقال له سليمان أخبرني عنك يا آصف سمعتك ذكرت جميع الأنبياء فأثنيت عليهم في أيامهم وفي جميع أحوالهم، فلما بلغت ذكري أثنيت علي صغيرا وتركتني كبيرا فلم فعلت هذا؟
فقال له ذكرت ما علمت، فلما ألح عليه قال وبما استحققت (2) أني أثني عليك في أيامك هذه؟ فقال له وما الذي صنعت فيها؟ قال لان غير الله يعبد في دارك منذ أربعين يوما، وما هذا جزاء نعمته عليك ولا شكر تمليكه لك ما ملكك وأباك من قبلك، فاستغفر سليمان وقال صدقت ودخل فعاقب المرأة وكسر الصنم وهرب شيطانه فظفر به بعد ذلك وحبسه ويقال إن ذلك الصنم كان يخاطب المرأة بلسان أبيها، ويقول لها قد أحسنت فيما فعلت، وكان يغويها ذلك بالسجود فعنف الله سليمان لذلك، وأخذت الجن خاتمه وخرج من ملكه، وكان يطوف في بني إسرائيل فيذكرونه، ثم سأل الله فرد ملكه وخاتمه بعد أربعين يوما، وهي عدد الأيام التي سجدت المرأة فيها للصنم وقيل إن المرأة ماتت وكان ولد سليمان عليه السلام منها ومنها جزيرة الرود وهم خلق له أجنحة وشعور وخراطيم ضيقه، يمشون