يعرف بها مقدار النيل الذي عند جبل القمر وعمل للشمس [هناك] (1) هيكلين (2).
وتحكي القبط عنه حكايات كثيرة، تخرج عن العادة، وتنكرها العقول، فكان يخفى عن الانسان فلا يرونه وهو معهم، وهو الذي بنى الاشمون.
ويقال إنها مدينة في شرقي مصر كان طولها اثني عشر ميلا وجعل عليها حصنا بنى فيه قصرا عظيما [يقال إنه بنى أنصنا واتخذ فيها] الاعلام والملاعب.
واتخذ في سفح الجبل مدينة يقال لها طهراطيس (3) وجعل فيها من العجائب شيئا كثيرا، وجعل لها أربعة أبواب من كل جهة باب واحد، وجعل على الباب الشرقي صورة عقاب وعلى الباب الغربي صورة نسر (4) وعلى الباب الجنوبي صورة أسد وعلى الباب الشمالي صورة كلب وملك (5) فيها الروحانيات وكانت تنطق إذا قصد إليها القاصد ولا يصل أحد إلى الدخول فيها دون استئذان الموكلين بها وغرس فيها شجرة تحمل كل صنف من الفواكه.
وبنى منارا طوله ثمانون ذراعا وعلى رأسه قبة تتلون في كل يوم لونا حتى تنقضي سبعة أيام بسبعة ألوان ثم تعود إلى اللون الأول وتكسي المدينة ذلك اللون وجعل حول ذلك موضع ماء فيه سمك كثير، وجعل حول المدينة طلسمات من كل صنف تدفع عن أهلها المضار.
وكانت أيضا تسمى مدينة البوسق (6) باسم الشجرة المنصوبة فيها.