فتوح البلدان - البلاذري - ج ٣ - الصفحة ٥٢٥
ثم ابنه، فتوجه إلى ما وراء النهر فنزل اشتيخن وقد صارت الترك إليها.
فحاربهم وهزمهم، ومنع الناس من طلبهم حينا.
ثم لقي الترك ثانية فهزموهم وأكثروا القتل في أصحابه. وولى سعيد نصر ابن سيار. وفى سعيد يقول الشاعر:
فسرت إلى الأعداء تلهو بلعبة * فأيرك مشهور وسيفك مغمد وشخص قوم من وجوه أهل خراسان إلى مسلمة يشكون سعيدا فعزله.
وولى سعيد بن عمرو الجرشي خراسان. فلما قدمها أمر كاتبه بقراءة عهده، وكان لحانا. فقال سعيد: أيها الناس! إن الأمير برئ مما تسمعون من هذا اللحن. ووجه إلى السغد يدعوهم إلى الفئة والمراجعة، وكف عن مهايجتهم حتى أتته رسله بإقامتهم على خلافه. فزحف إليهم فانقطع عن عظيمهم زهاء عشرة آلاف رجل، وفارقوهم مائلين إلى الطاعة، وافتتح الجرشي عامة حصون السغد ونال من العدو نيلا شافيا.
وكان يزيد بن عبد الملك ولى عهده (ص 427) هشام بن عبد الملك والوليد بن يزيد بعده، فلما مات يزيد بن عبد الملك قام هشام. فولى عمر ابن هبيرة الفزاري العراق فعزل الجرشي واستعمل على خراسان مسلم بن سعيد.
فغزا أفشين، فصالحه على ستة آلاف رأس، ودفع إليه قلعته، ثم انصرف إلى مرو. وولى طخارستان نصر بن سيار فخالفه خلق من العرب فأوقع بهم، ثم سفرت بينهم السفراء فاصطلحوا.
واستعمل هشام خالد بن عبد الله القسري على العراق. فولى أسد بن عبد الله أخاه خراسان. وبلغ ذلك مسلم بن سعيد فسار حتى أتى فرغانة، فأناخ على مدينتها، فقطع الشجر، وأخرب العمارة، وانحدر عليه خاقان الترك في عسكره،
(٥٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 520 521 522 523 524 525 526 527 528 529 530 ... » »»