سعد بن خيثمة بنى مسجد قباء، وكان موضعه للبة تربط فيه حمارها. فقال أهل الشقاق: أنحن نسجد في موضع كان يربط فيه حمار لبة؟ لا، ولكنا نتخذ مسجدا نصلي فيه حتى يجيئنا أبو عامر فيصلى بنا فيه. وكان أبو عامر قد فر من الله ورسوله إلى أهل مكة ثم لحق بالشام فتنصر، فأنزل الله تعالى * (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل) *، يعنى أبا عامر.
3 - وحدثنا روح بن عبد المؤمن المقرى قال: حدثني بهز بن أسد قال: حدثنا حماد بن زيد قال: أخبرنا أيوب، عن سعيد بن جبير أن بنى عمرو بن عوف ابتنوا مسجدا فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، فحسدهم اخوتهم بنو غنم بن عوف فقالوا: لو بنينا أيضا مسجدا وبعثنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى فيه كما صلى في مسجد أصحابنا، ولعل أبا عامر أن يمر بنا إذا أتى من الشام فيصلى بنا فيه. فبنوا مسجدا وبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه أن يأتيه فيصلى فيه. فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم لينطلق إليهم أتاه الوحي فنزل عليه فيهم * (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله) * قال: هو أبو عامر. * (لا تقم فيه أبدا. لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه. فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين.
أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله (ص 3) ورضوان) * قال: هذا مسجد قباء.
4 - وحدثنا محمد بن حاتم بن ميمون قال: حدثنا يزيد بن هارون عن هشام، عن الحسن قال: لما نزلت هذه الآية * (فيه رجال يحبون أن يتطهروا) *