فقلت: يوسف نبي ابن نبي، وأنا أبو هريرة بن أميمة. وأخاف منكم ثلاثا واثنتين. قال: فهلا قلت خمسا! قلت: أخشى أن تضربوا ظهري وتشتموا عرضي وتأخذوا مالي، وأكره أن أقول (ص 82) بغير حلم وأحكم بغير علم.
257 - حدثنا القاسم بن سلام وروح بن عبد المؤمن قالا: حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي عن يزيد بن إبراهيم التستري عن ابن سيرين، عن أبي هريرة أنه لما قدم من البحرين قال له عمر: يا عدو الله وعدو كتابه! أسرقت مال الله؟ قال: لست عدو الله ولا عدو كتابه ولكني عدو من عاداهما، ولم أسرق مال الله. قال: فمن أين اجتمعت لك عشرة آلاف درهم؟ قال: خيل تناسلت وعطاء تلاحق وسهام اجتمعت، فقبضها منه، وذكر من باقي الحديث نحو الذي روى أبو هلال.
258 - قالوا: ولما مات المنذر بن ساوى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بقليل ارتد من بالبحرين من ولد قيس بن ثعلبة بن عكابة مع الحطم - وهو شريح بن ضبيعة بن عمرو بن مرثد أحد بنى قيس بن ثعلبة - وإنما سمى الحطم بقوله:
قد لفها الليل بسواق حطم وارتد سائر من بالبحرين من ربيعة خلا الجارود، وهو بشر بن عمرو العبدي، ومن تابعه من قومه، وأمروا عليهم ابنا للنعمان بن المنذر يقال له المنذر، فصار الحطم حتى لحق بربيعة، فانضم إليها بمن معه، وبلغ العلاء بن الحضرمي الخبر فسار بالمسلمين حتى نزل جواثا، وهو حصن البحرين، فدلفت إليه ربيعة، فخرج إليها بمن معه من العرب والعجم، فقاتلها قتالا شديدا. ثم إن المسلمين