فتوح مصر وأخبارها - القرشي المصري - الصفحة ٣٩٣
قرقور وهو رأس العين التي احتفرها عبد العزيز بن مروان وساقها إلى نخله التي غرسها بحلوان فكان ابن حديج يرسل إلى عبد العزيز في كل يوم بخبر ما يحدث في البلد من موت وغيره فأرسل إليه ذات يوم رسولا فأتاه فقال له عبد العزيز ما اسمك فقال أبو طالب فثقل ذلك على عبد العزيز وغاظه فقال له عبد العزيز أسألك عن اسمك فتقول أبو طالب ما اسمك فقال مدرك فتفاءل عبد العزيز بذلك ومرض في مخرجه ذلك ومات هنالك فحمل في البحر يراد به الفسطاط فاشتدت عليه الريح فلم يبلغ به الفسطاط حتى تغير فأنزل في بعض خصوص ساحل مريس فغسل فيه وأخرجت من هنالك جنازته وخرج معه بالمجامر فيها العود لما كان من تغير ريحه وأوصى عبد العزيز أن يمر بجنازته إذا مات على منزل جناب وكان له صديقا وكان جناب قد توفي قبل عبد العزيز فمر بجنازة عبد العزيز على بابه وقد خرج عيال جناب فلبسوا السواد ووقفن على الباب صائحات ثم اتبعنه إلى المقبرة وجناب صاحب قصري جناب اللذان بفسطاط مصر ينسب أحدهما اليوم إلى ابن يريم وكان نصيب الشاعر قدم على عبد العزيز بن مروان في مرضه فاستأذن عليه فقيل له هو مغمور فقال استأذنوا لي فإن أذن فذلك وكان لنصيب من عبد العزيز ناحية فأذن له فلما رأى شدة مرضه أنشأ يقول من الكامل
(٣٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 ... » »»