فتوح مصر وأخبارها - القرشي المصري - الصفحة ٣٨٩
عابس بن سعيد أن معاوية بن أبي سفيان كتب إلى مسلمة بن مخلد ومسلمة يومئذ والي البلد يأمره بالبيعة ليزيد فأتى مسلمة الكتاب وهو بالإسكندرية فكتب إلى السائب بن هشام وهو على شرطه يومئذ بذلك فبايع الناس إلا عبد الله بن عمرو بن العاص فأعاد عليه مسلمة الكتاب فلم يفعل فقال مسلمة من لعبد الله بن عمرو فقال عابس بن سعيد أنا فقدم الفسطاط فبعث إلى عبد الله بن عمرو فلم يأته فدعا بالنار والحطب ليحرق عليه قصره فأتى فبايع ولم يزل عابس على القضاء والشرط إلى أن توفي في أيام عبد العزيز بن مروان سنة ثمان وستين ويقال إنما كتب مسلمة بن مخلد إلى السائب بن هشام في أخذ بيعة عبد الله بن عمرو ليزيد بعد موت معاوية بن أبي سفيان قال ابن بكير فأخبرني عبد الله بن لهيعة عن أبي قبيل قال لما توفي معاوية واستخلف يزيد كره عبد الله بن عمرو أن يبايع ليزيد ومسملة بالإسكندرية فبعث إليه مسلمة كريب بن أبرهة وعابس بن سعيد فدخلا عليه ومعهما سليم بن عتر وهو يومئذ قاض وقاص فوعظوا عبد الله بن عمرو في بيعة يزيد فقال عبد الله والله لأنا أعلم بأمر يزيد منكم وإني لأول الناس أخبر به معاوية أنه يستخلف ولكن أردت أن يلي هو بيعتي وقال لكريب أتدري ما مثلك إنما مثلك مثل قصر عظيم في صحراء غشيه ناس قد أصابهم الحر فدخلوا يستظلون فيه فإذا هو ملآن من مجالس الناس وإن صوتك في العرب كريب بن أبرهة وليس عندك شيء وأما أنت يا عابس بن سعيد فبعت آخرتك بدنياك وأما أنت يا سليم بن عتر فكنت
(٣٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 ... » »»