فوطئهم وسباهم وأدوا إليه الطاعة وولى عليهم واليا أحسن فيهم السيرة ووجه بسر بن أبي أرطأة إلى قلعة من مدينة القيروان على ثلاثة أيام فافتتحها وسبى الذرية وغنم الأموال قال فسميت قلعة بسر فهي لا تعرف إلا به إلى اليوم ثم إن موسى عزل الذي كان استعمله على طنجة وولى طارق بن زياد ثم انصرف إلى القيروان وكان طارق قد خرج معه بجارية له يقال لها أم حكيم فأقام طارق هنالك مرابطا زمانا وذلك في سنة ثنتين وتسعين وكان المجاز الذي بينه وبين أهل الأندلس عليه رجل من العجم يقال له يليان صاحب سبتة وكان على مدينة على المجاز إلى الأندلس يقال لها الخضراء والخضراء مما يلي طنجة وكان يليان يؤدي الطاعة إلى لذريق صاحب الأندلس وكان لذريق يسكن طليطلة فراسل طارق يليان ولاطفه حتى تهاديا وكان يليان قد بعث بابنة له إلى لذريق صاحب الأندلس ليؤدبها ويعلمها فأحبلها فبلغ ذلك يليان فقال لا أرى له عقوبة ولا مكافأة إلا أن أدخل عليه العرب فبعث إلى طارق إني مدخلك الأندلس وطارق يومئذ بتلمسين وموسى بن نصير بالقيروان فقال طارق فإني لا أطمأن إليك حتى تبعث إلي برهينة فبعث إليه بابنتيه ولم يكن له ولد غيرهما فأقرهما طارق بتلمسين واستوثق منهما ثم خرج طارق إلى يليان وهو بسبته على المجاز ففرح به حين قدم عليه وقال له أنا مدخلك الأندلس وكان فيما بين المجازين جبل يقال له اليوم جبل طارق فيما بين
(٣٤٥)