وكانت دار ابن رمانة بينها وبين المسجد ودخل بعضها في المسجد حين زاد في عرضه عبد الله بن طاهر وقد كان عمرو بن العاص ولاه القضاء حدثنا بن عفير حدثنا ابن لهيعة قال كان قيس بن أبي العاص بمصر ولاه عمرو بن العاص القضاء واختط إلى جانب قيس بن أبي العاص عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي مما يلي زقاق البلاط دار ابن رمانة وما يليها فاشترى ذلك عبد العزيز بن مروان فوهب لابن رمانة حين قدم عليه ما بنى وكان ما بقي للأصبغ بن عبد العزيز وكانت دار عبد الله تلي المسجد وقبلي بابها اليوم مرحاض بيت المال وكان ابن رمانة مع عبد العزيز بن مروان في الكتاب وكان عبد العزيز قد وهب لابن رمانة خاتما كان له فلما صار عبد العزيز إلى ما صار إليه قدم إليه ابن رمانة من الحجاز على بعير ليس عليه إلا فروة له فقال للحاجب استأذن لي على الأمير فكأن الحاجب تثاقل عنه فقال له ابن رمانة استأذن لي اليوم أستأذن لك غدا فدخل الحاجب على عبد العزيز فأخبره بقوله فقال أدخله فلما دخل عليه ابن رمانة وكلمه أخرج الخاتم لعبد العزيز فعرفه فنزع عبد العزيز خاتم نفسه فدفعه إلى ابن رمانة وبنى له داره وغرس له نخلهم الذي لهم اليوم بناحية حلوان وعبد العزيز أيضا الذي غرس لعمير بن مدرك نخله الذي بالجيزة الذي يعرف بجنان عمير وكان سبب ذلك كما حدثنا أبي عبد الله بن عبد الحكم أن عمير بن مدرك كان غرسه أصنافا من الفاكهة فلما أدرك سأل عبد العزيز أن يخرج إليه فخرج معه عبد العزيز إليه فلما رآه قال له عبد العزيز هبه لي فوهبه له فأرسل عبد العزيز إلى صاحب الجزيرة فقال له لئن أتت عليه
(١٩٦)