من القوم فما رجعت إلا وكأنهم عبيد لي قال كذلك الإمارة أبا معبد إلا من وقاه الله شرها قال والذي تعثك بالحق لا أعمل على عمل أبدا قال ويقال بل كتب معاوية حين استخلف إلى عقبة بن عامر يسأله أن يسلمها ليزيد لقربها من المسجد ويعطيه ما هو خير منها ففعل فأقطعه معاوية داره التي بسوق وردان وبناها له وبنى سفل دار الرمل ليزيد وأقطع معاوية أيضا يزيد قرية من قرى الفيوم فأعظم الناس ذلك وتكلموا فيه فلما بلغ ذلك معاوية كره قالة الناس فرد تلك القرية إلى الخراج كما كانت للمسلمين وجعل دار الرمل للمسلمين تنزلها ولاتهم ولم يكن بني منها إلا سفلها حتى بنى علوها القاسم بن عبيد الله بن الحبحاب حدثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار حدثنا ابن لهيعة عن أبي قبيل عن فضالة بن عبيد قال كنا عند معاوية يوما وعنده معاوية بن حديج وكان معاوية كالجمل الطني يقدم رجلا ويؤخر أخرى يرمي بالكلمة فإن ذلت العرب أمضاها وإن أنكروها لم يمضها فقال ذات يوم ما أدري في أي كتاب الله تجدون هذا الرزق والعطاء فلو أنا حبسناه فضرب معاوية بن حديج بين كتفيه مرارا حتى ظننا أنه يجد ألم ذلك ثم قال كلا والذي نفسي بيده يا بن أبي سفيان أو لنأخذن بنصولها ثم لتقفن على أنادرها ثم لا يخلص منها إلي دينار ولا درهم فسكت معاوية ويكنى معاوية بن أبي سفيان بأبي عبد الرحمن ومعاوية بن حديج بأبي نعيم وكان الديوان كما حدثنا سعيد بن عفير عن ابن لهيعة في زمان معاوية أربعين ألفا وكان منهم أربعة آلاف في مائتين مائتين
(١٩٤)