العثمانية - الجاحظ - الصفحة ٩١
وكان إذا قطع الرجل قطع القدم وترك العقب ليمشى عليه المقطوع، وليعتمد به. وكان يقطع اليد من أصول الأصابع ويدع الكف.
وزعم عبد الله بن سلمة (1) وغيره، عن الأعمش، عن الشعبي أو عن غيره، أنه سئل عن رجل قال لامرأته: أنت طالق ألف تطليقة، وله أربع نسوة؟ قال: تبين بثلاث وتقسم الباقية على نسائه.
ويقال لهم: هل تعلمون أن الله ذكر آدم وهو أول النبيين فقال:
" فنسى ولم نجد له عزما (2) ".
وذكر موسى وقتله النفس. وذكر يونس بن متى فقال:
" وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه ". فالدليل على أن يونس قد كان صنيع وأساء قوله: " سبحانك إني كنت من الظالمين ".
وقول الله: " فالتقمه الحوت وهو مليم ".
وذكروا داود وسليمان في قضية واحدة ذهب عنها داود وأصابها سليمان، حيث يقول الله: " وفهمناها سليمان " فلم يكن ذهاب داود بمخرجه من قول الله: " وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب ". وقد كان منه ما قد علمت، حتى أنزل الله عليه الملكين يكنيان عن

(1) عبد الله بن سلمة البصرية الأفطس. يروى عن الأعمش وغيره، وليس بثقة.
لسان الميزان. وفى الرواة عبد الله بن سلمة - بكسر اللام - المرادي الكوفي. وهذا تابعي من الثقات. تهذيب التهذيب.
(2) الآية 115 من سورة طه. في الأصل: " فلم نجد له " تحريف. انظر كتاب تحقيق النصوص من تأليفنا ص 38 - 39.
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»