العثمانية - الجاحظ - الصفحة ٥٦
وكان أول من حث على قتال المشركين ببدر وتكلم فيه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر.
فإذا شهد بنفسه ورأيه وماله ومستجيبيه وأتباعه الذين هم أكفاء ضده عندكم، مع أن بعضهم قد اختير عليه وهو عثمان، والباقون لم يخايرهم ويواز [نهم] فيعرف موضع أفضلهم، وقد فخر عليه سعد فلم يعارضه، فأين مبلغ ما ذكرتم مما ذكرنا، إذا كان (1) مثل سعد من مستجيبيه - وهو المستجاب الدعوة، وأول من أراق دما في الاسلام، وأول من رمى بسهم يوم بدر، وله يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
" أرم فداك أبي وأمي "، فجمع له أبويه ولم يجمعهما لاحد قبله.
وفيه يقول النبي صلى الله عليه: " هذا خالى أباهى فيه فليأت كل امرئ بخاله (2) " وهو أزال كسرى عن قصره وملكه وعن مستقره - ومثل حواري رسول الله صلى الله عليه وابن عمته (3)، مع فروسيته وشدة بأسه والذي عظم الله من شأنه ببدر حين نزلت الملائكة في زيه، عليها عمائم صفر.
ثم الذي كان منه ببدر حين أتى الخبر النبي صلى الله عليه عن قريش بمسيرهم، فاستشار النبي صلى الله عليه، فكان أول من قام أبو بكر،

(١) في الأصل: " وإذا كان ".
(٢) في رواية الترمذي من حديث جابر: " هذا خالى فليرني امرؤ خاله ". الإصابة ٣١٨٧ في ترجمة سعد بن أبي وقاص. ووجه خؤولته أنه سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة، وأم الرسول صلوات الله عليه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة.
قال ابن قتيبة في المعارف 57: " ولا يعلم أنه كان لآمنة أخ فيكون خال النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن بنى زهرة يقولون: نحن أخوال النبي صلى الله عليه وسلم، لان آمنة منهم ".
(3) يعنى الزبير بن العوام، أمه صفية بنت عبد المطلب. الإصابة 2783.
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»