أمرهما غير عامر بن فهيرة مولى أبى بكر، بدري استشهد يوم بئر معونة، فإنه كان يؤنسهما ويحدثها ويخدمهما في تلك السفرة كلها. وكانت أسماء هي التي تأتيهم بأقواتهم في الغار، فكان صاحبه في الغار، وبمكة في طريقه إلى المدينة، وعلى ظهره ركب النبي صلى الله عليه وسلم (1)، والنفاثي أجيره (2) وعامر بن فهيرة خادم النبي صلى الله عليه ومؤنسه عتيقه ثلاث مرات (3) ومولاه، والظهر ظهره، والمؤونة مؤونته، وصحبة النبي صلى الله عليه وسلم مقصورة عليه، محبوسة له. مصونة عن سواه، يطلبان معا، وتجعل فيهما قريش شيئا سواء.
وقالت الأنصار: لما سمعنا بمخرج النبي صلى الله عليه وسلم وقدومه كنا نخرج إلى ظاهر حرتنا ننتظره، حتى إذا لم نجد ظلا دخلنا، وذلك في أيام حارة، حتى إذا كان في اليوم الذي قدم فيه النبي صلى الله عليه وسلم فعلنا ذلك ثم دخلنا منازلنا، فكان أول من أبصره رجل من يهود، فصاح: يا بني قيلة (4)!! فخرجنا إلى النبي صلى الله عليه