العثمانية - الجاحظ - الصفحة ٢٧٠
والفلاني والفلاني - لما وصل أهل الحق إلى إقامته إلا بأن يكونوا في عدد الجميع وفى عتادهم.
والامام يقام من ثلاثة أوجه:
فوجه كالذي حكينا ووصفنا.
ووجه آخر مثل ما أقام المسلمون عثمان بن عفان حين اختار عمر ستة متقاربين فاختاروا منهم رجلا، فلولا أن الستة كانوا بائنين عند الجميع لم يطبقوا ذلك الاطباق، لأنه لم يقل واحد: كان ينبغي أن يكون منا (1)، ولم يقل واحد من الرقباء ولا من الفقهاء والخاصة: فينا واحد كان ينبغي أن يكون معهم، ولا قالوا: فيهم واحد كان ينبغي أن يكون معنا، فهذا دليل أن الستة كما كانوا بائنين عند عمر كانوا بائنين عند الخاصة.
ووجه آخر، وهو مثل إقامة الناس لأبي بكر، ليس على أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل شورى كما وضعها (2) عمر، ولا على جهة ما حكينا من أمر الخاصة والعامة بإقامة الامام والنص عليه، لان ذلك أسلم وأخف في المؤونة، وأبعد من الغلط والفتنة، وقد وجدتم ما هو أغمض معنى وأدق مسلكا، وأغوص مستخرجا، وأفحش مأثما، غير مفسر ولا منصوص عليه، كالكلام في التعديل والتجوير، وفصل ما بين الطباع والاختيار، والكلام في التشبيه ونفيه، وفى مجئ الاخبار وحجج العقول.
ونحن لم نر أحدا قط ألحد ولا تزندق من قبل الغلط في كلام

(1) في الأصل: " معنا ".
(2) في الأصل: " وصفها ".
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»