ما يريد قال وسرنا حتى قربنا من أهناس ورأينا المضارب والخيام والسرادقات فأعلن الزبير بالتهليل والتكبير وكبر المسلمون حتى ارتجت الأرض لتكبيرهم وخرجت الروم إلى ظاهر خيامهم ينظرون الينا وعدو الله مارنوس بن ميخائيل ينظر الينا والحجاب والنواب وأرباب الدولة من البطارقة حوله وعليهم أقبية الديباج وعلى رؤوسهم التيجان المكللة وبأيديهم العمد المذهبة والسيوف وهم محدقون به عن يمينه وشماله قال فلما أقبلنا عليهم تصايحوا ورطنوا بلغتهم وأعلنوا بكلمة كفرهم واستقلونا في أعينهم ولما قرب الزبير من القوم هز الراية وأنشد يقول * أيا أهل أهناس الطغاة الكوافر * ويا عصبة الشيطان من كل غادر * أتتكم ليوث الحرب سادات قومها * على كل مشكول من الخيل ضامر * فإن لم تجيبوا سوف تلقون ذلة * ونقتل منكل كل كلب وفاجر * قال الراوي ثم نزلنا قريبا من القوم فلم يكن غير قليل حتى أقبل الفضل بن العباس رضي الله عنه وحوله السادات الأماجد فكبر وكبروا معه وهز الراية وأنشد يقول * ايا أهل أهناس الكلاب الطواغيا * أتتكم ليوث الحرب فاصغوا مقاليا * أقروا بأن الله لا رب غيره * والا تروا أمرا عظيما مدانيا * أقروا بأن الله أرسل أحمدا * نبيا كريما للخلائق هاديا * قال الراوي ثم نزل قريبا من أصحابه فلم تكن الا ساعة حتى أقبل الأمير ميسرة بن مسروق العبسي وكبر هو والمسلمون فأجابه المسلمون فهز الراية وأنشد يقول * أتينا لاهناس بكل غضنفر * على كل صاهل من الخيل أجرد * فان هم أطاعونا شكرنا فعالهم * والا أبدناهم بكل مهند * ونخرب أهناسا ونقتل أهلها * إذا خالفوا دين النبي محمد * قال الراوي ونزل قريبا من الفضل ولما كان غروب الشمس أقبل زياد بن أبي سفيان رضي الله عنه بمن معه وكبر هو والمسلمون وهز الراية وأنشد يقول * هلموا إلى أهناس يا آل هاشم * ويا عصبة المختار نسل الأعاظم * ودونكم ضرب السهام وبشدة * وقطع رؤوس ثم فلق جماجم * لننصر دينا للنبي محمد * نبي الهدى المبعوث من آل هاشم * قال الراوي وبات المسلمون رضي الله عنهم يقرءون القرآن ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم وهم يتحارسون حتى لاح الفجر ثم اقبل المقداد رضي الله عنه
(٢٥٢)