فتوح الشام - الواقدي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٠
العاس أصحابه أي جهة يقصد وهل يسير بالجيوش شرقا أو غربا وما يصنع فأشاروا عليه بمكاتبة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكتب اليه يقول بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمرو بن العاص عامل أمير المؤمنين على مصر ونواحيها إلى عبد الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه سلام عليك ورحمة الله وبركاته أما بعد فاني أحمد الله واثني عليه واصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم والسلام على من بالمدينة من المهاجرين والأنصار والحمد لله قد فتحت لنا مصر والوجه البحري والإسكندرية ودمياط ولم يبق في الوجه البحري مدينة ولا قرية الا وقد فتحت وأذل الله المشركين وأعلى كلمة الدين وقد اجتمعت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من السادات والامراء والأخيار المهاجرين والأنصار يطلبون الاذن من أمير المؤمنين هل يسيرون إلى الصعيد أو إلى الغرب والامر أمرك يا أمير المؤمنين فإنهم على الجهاد قلقون وباعوا نفوسهم لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم وكتب هذه الأبيات * صوارمنا تشكو الظمأ في اكفنا * وأرحامنا تشكو القطيعة كالهجر * إليك افتقاد الحرب يا طيب الثنا * ويامن أقام الدين بالعز والنصر * فقد ولعت خير الكرام إلى العدا * بنوشيبة الحمد السري وبنو فهر * وصالت لؤي مع معد وغالب * وسادات مخزوم الكرام ذوي المفخر * تروم مسيرا للأعادي على شفا * تمكن من أعلاهم البيض كالسمر * ترى كل علج عائص في دلاصه * تجعجع في نقع تأجج كالحمر * بكل كميت صادق الوعد صائل * يرى درعه الزاهي تمكن بالصبر * نرى الموت في وقع الوقائع مغنما * ونكسب من قتل العدا غاية الاجر * قال الواقدي فلما فرغ عمرو بن العاص من الكتاب عرضه على أصحابه ثم طوى الكتاب وختمه واستدعى برجل يقال له سالم بن بجيعة الكندي وسلم اليه الكتاب ودفع له ناقة عشارية فاستوى على كورها وخرج يريد المدينة وهو يقول * أسير إلى المدينة في أمان * وأرجو الفوز في غرف الجنان * وأرجو أن يقرب لي اجتماعي * وأعطي ما أريد من الأماني * الا يا ناقتي جدي وسيري * إلى نحو النبي بلا امتهان * وأقرئيه السلام وأنشديه * كلاما صادقا حسن البيان * ألا يا أشرف الثقلين يا من * به شرف المدينة والمكان * فكن لي في المعاد غدا شفيعا * إذا ما قيل هذا العبد عاني *
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»