الجوهرة في نسب الإمام علي وآله - البري - الصفحة ١٢٠
أخويك؟) قال: بلى. قال: (فإني أوصيك به. وعليك ببر أخويك، وتوقيرهما، ومعرفة فضلهما. ولا تقطع أمرا دونهما).
ثم أقبل عليهما فقال: (أوصيكما به خيرا، فإنه سيفكما وابن أبيكما. وأنتما تعلمان أن أباه كان يحبه فأحباه). ولما أدخل أبن ملجم، عدو الله، على علي، رضي الله عنه، قال له الذين أدخلوه: يا عدو الله، لا بأس على أمير المؤمنين. قال: فعلام تبكي إذا، أم كلثوم؟ والله لقد ضربته ضربة لو كانت بأهل منى لوسعتهم. ولقد سقيت سيفي السم حتى لفظه، وما كان ليخونني.
ولما مثل بين يدي علي قال: (احبسوه، وأحسنوا إساره.
فإن أعش فسأرى فيه رأيي في العفو أو القصاص. وإن أمت فقتل نفس بنفس، ولا تمثلوا به).
ولما دفن علي رضي الله عنه أراد الحسن أن يقتل عدو الله ابن ملجم بضربة واحدة. فقال عبد الله بن جعفر: كلا والله حتى أذيقه العذاب الأليم. فقطعه عضوا عضوا حتى مات، لعنه الله.
وروي أن البرك الصريمي وزاذويه فارقا ابن ملجم من الكوفة على ما تعاقدوا عليه. فذهب البرك إلى الشام إلى معاوية للفتك به، فضربه على أليته، وهو في الصلاة. فأمر به، فحبس، وأراد قتله، فقال له البرك: لا تجعل واحبسني فإن في هذه الليلة قتل علي. فقال: ويلك، وما يدريك؟ قال: إنا تواعدنا ثلاثة لقتل علي وقتلك وقتل عمر وبن العاصي، فإن وجدت الأمر على خلاف ما قلت لك فأضرب عنقي. فوصل
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 » »»
الفهرست