قتل علي الخوارج وخرج إليهم رضي الله عنه بمن معه، ورام رجعتهم، فأبوا الا القتال. وكان علي أرسل إليهم عبد الله بن عباس، فاجتمع معهم واحتج عليهم بحجج من كتاب الله عز وجل، ومن فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وفعل أبي بكر وعمر حتى قطعهم.
ولم يجدوا جوابا لما قال: فقال بعضهم لبعض: دعوه عنكم ولا تجيبوه، فلن تطيقوا مخاصمة ابن عباس، إنه من القوم الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿بل هم خصمون﴾ (١). وقال جل ثناؤه: ﴿وتنذر بها قوما لدا﴾ (2).
وكان فيهم من تبين له الحق. فرجع معه منهم من حروراء ألفان إلى الحق. وصدقوا ابن عباس فيما قال، ولزموا عليها. وأما الباقون فمكثوا على ضلالهم وعنادهم، وهم أهل النهروان، وكانوا ستة آلاف. فقتل منهم علي بالنهروان ألفين وثماني مئة في أصح الأقاويل. وقتل معهم رئيسهم عبد الله بن وهب (3) ذو