عيون الأنباء في طبقات الأطباء - ابن أبي أصبيعة - الصفحة ٧٣٦
أجوبتها له كتاب الرد على شرح ابن صادق لمسائل حنين مقالة يرد فيها عل رسالة أبي الحجاج يوسف الإسرائيلي في ترتيب الأغذية اللطيفة والكثيفة في تناولها عمي رشيد الدين علي بن خليفة هو أبو الحسن علي بن خليفة بن يونس بن أبي القاسم بن خليفة من الخزرج من ولد سعد بن عبادة مولده بحلب في سنة تسع وسبعين وخمسمائة وكان مولد أبي قبله في سنة خمس وسبعين وخمسمائة بالقاهرة المعزية ونشأ أيضا بالقاهرة واشتغلا بها وذلك أن جدي رحمه الله كانت له همة عالية ومحبة للفضائل وأهلها وله نظر في العلوم ويعرف بابن أبي أصيبعة وكان قد توجه إلى الديار المصرية عندما فتحها الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب وكان في خدمته وخدمة أولاده وكان من جملة معارف جدي وأصدقائه من دمشق جمال الدين أبي الحوافر الطبيب وشهاب الدين أبو الحجاج يوسف الكحال وذلك أن مولد جدي كان بدمشق ونشأ بها وأقام سنين كثيرة فلما اجتمع بجمال الدين بن أبي الحوافر بمصر وبأبي الحجاج يوسف وكان قد ترعرع أبي وعمي وقصد إلى تعليمهما صناعة الطب لمعرفته بشرفها وكثرة احتياج الناس إليها وأن صاحبها الملتزم لما يحب من حقوقها يكون مبجلا حظيا في الدنيا وله الدرجة العليا في الآخرة وترك أبي وعمي يلازمان ذينك الشيخين ويغتنمانهما فلازم أبي أبا الحجاج يوسف واشتغل بصناعة الكحل وباشر معه أعمالها وكان أبو الحجاج يكحل في البيمارستان بالقاهرة غير الموضع الذي صار حينئذ بالقاهرة بيمارستانا وهو من جملة القصر وكان البيمارستان في ذلك الوقت في السقطين أسفل القاهرة وكان جدي يسكن إلى جانبه فبقي أبي ملازما لأبي الحجاج يوسف ومتعلما منه إلى أن أتقن صناعته وقرأ أيضا على غيره من أعيان المشايخ الأطباء في ذلك الوقت بمصر مثل الرئيس موسى القرطبي صاحب التصانيف المشهورة ومن هو في طبقته ولازم عمي لجمال الدين بن أبي الحوافر واشتغل عليه بصناعة الطب وأول اشتغال عمي بالعلم أنه كان عند تقي المعلم وهو أبو التقي صالح بن أحمد إبراهيم بن الحسن ابن سليمان العرشي المقدسي وكان هذا تقي يعرف علوما كثيرة وكانت له سيرة حسنه في التعليم في الكتب وسياسة مشهورة عنه لم يكن أحد يقدر عليها إلا هو ولما أتقن عمي رحمه الله حفظ القرآن عند تقي وعلم الحساب وشرع في تعلم صناعة الطب والنظر فيه لازم جمال الدين بن أي الحوافر وكان في ذلك الوقت رئيس الأطباء بالديار المصرية وصاحبها الملك العزيز عثمان بن عبد الملك الناصر صلاح الدين وقرأ عليه شيئا من كتب جالينوس الستة عشر وحفظ منها الكتب الأولة في أسرع وقت
(٧٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 731 732 733 734 735 736 737 738 739 740 741 ... » »»