عيون الأنباء في طبقات الأطباء - ابن أبي أصبيعة - الصفحة ١٧٦
الوليد ابنه فسأله عن حاله وهو يتبين في وجه الوليد السرور بموته فأجابه بأن قال (ومستخبر عنا يريد بنا الردى * ومستخبرات والدموع سواجم) الطويل وكان استفتاحه النصف الأول وهو مواجه للوليد ثم واجه البنات عند قوله النصف الثاني ثم دعا بالماء فشربه فقضى من ساعته حكم الدمشقي كان يلحق بأبيه في معرفته بالمداواة والأعمال الطبية والصفات البديعة وكان مقيما بدمشق وعمر أيضا عمرا طويلا قال أبو يوسف بن إبراهيم حدثني عيسى بن حكم أن والده توفي وكان عبد الله بن طاهر بدمشق في سنة عشر ومائتين وأن عبد الله سأله عن مبلغ عمر أبيه فأعلمه أنه عمره مائة وخمس سنين لم يتغير عقله ولم ينقص علمه فقال عبد الله عاش حكم نصف التاريخ قال يوسف وحدثني عيسى أنه ركب مع أبيه حكم بمدينة دمشق إذ اجتازوا بحانوت حجام قد وقف عليه بشر كثير فلما بصر بنا بعض الوقوف قال أفرجوا هذا حكم المتطبب وعيسى ابنه فأفرج القوم فإذا رجل قد فصده الحجام في العرق الباسليق وقد فصده فصدا واسعا وكان الباسليق على الشريان فلم يحسن الحجام تعليق العرق فأصاب الشريان ولم يكن عند الحجام حيلة في قطع الدم واستعملنا الحيلة في قطعه بالرفائد ونسج العنكبوت والوبر فلم ينقطع بذلك فسألني والدي عن حيلة فأعلمته أنه لا حيلة عندي فدعا بفستقة فشقها وطرح ما فيها وأخذ أحد نصفي القشر فجعله على موضع الفصد ثم أخذ حاشية من ثوب كتان غليظ فلف بها موضع الفصد على قشر الفستقة لفا شديدا حتى كان يستغيث المفتصد من شدته ثم شد ذلك بعد اللف شدا شديدا وأمر بحمل الرجل إلى نهر بردى وأدخل يده في الماء ووطأ له على شاطئ النهر ونومه عليه وأمر فحسى محات بيض نيمرشت ووكل به تلميذا من تلامذته وأمره بمنعه من إخراج يده
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»