معجم البلدان - الحموي - ج ٢ - الصفحة ٥٣٧
وسقى حمامات هناك صوادحا أبدا على سدر هناك وتوث ومورد الوجنات من رهبانه، هو بينهم كالظبي بين ليوث ذي لثغة فتانة فيسمي الطاووس حين يقول بالطاووث حاولت منه قبلة فأجابني:
لا والمثيح وحرمة الناقوث أتراك ما تخشى عقوبة خالق تعثيه بين شمامث وقثوث حتى إذا ما الراح سهل حثها منه العسير برطلة المحثوث نلت الرضا وبلغت قاصية المنى منه برغم رقيبة الديوث ولقد سلكت مع النصارى كل ما سلكوه غير القول بالثالوث بتناول القربان والتكفير للصلبان والتمسيح بالطيبوث ورجوت عفو الله متكلا على خير الأنام نبيه المبعوث دير مريحنا: إلى جانب تكريت على دجلة، وهو كبير عامر كثير القلايات والرهبان مطروق مقصود وينزل به المجتازون ولهم فيه ضيافة، وله غلات ومزارع، وهو للنسطورية، وعلى بابه صومعة عبدون الراهب رجل من الملكانية بنى الصومعة ونزلها فصارت تعرف به، وفيه يقول عمر بن عبد الملك الوراق العنزي:
أرى قلبي قد حنا إلى دير مريحنا إلى غيطانه الفسح إلى بركته الغنا إلى ظبي من الانس يصيد الانس والجنا إلى غصن من الآس به قلبي قد حنا إلى أحسن خلق الله إن قدس أو غنى فلما انبلج الصبح نزلنا بيننا دنا ولما دارت الكاس أدرنا بيننا لحنا ولما هجع السما ر نمنا وتعانقنا دير مريونان: ويقال عمر ما ريونان: بالأنبار على الفرات كبير وعليه سور محكم والجامع ملاصقه، وفيه يقول الحسين بن الضحاك:
آذنك الناقوس بالفجر، وغرد الراهب في العمر واطردت عيناك في روضة تضحك عن حمر وعن صفر وحن مخمور إلى خمره، وجاءت الكاس على قدر فارغب عن النوم إلى شربها ترغب عن الموت إلى النشر دير المزعوق: ويقال دير ابن المزعوق: وهو قديم بظاهر الحيرة، قال محمد بن عبد الرحمن الثرواني:
قلت له والنجوم طالعة في ليلة الفصح أول السحر:
هل لك في مار فايثون وفي دير ابن مزعوق غير مقتصر يقتص منه النسيم عن طرق الشام وريح الندى عن المدر ونسأل الأرض عن بشاشتها وعهدها بالربيع والمطر في شرب خمر وصدع محسنة تهليك بين اللسان والوتر
(٥٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 532 533 534 535 536 537 538 539 540 541 542 ... » »»