معجم البلدان - الحموي - ج ٢ - الصفحة ٥٣٩
إذا الحبرات تلوت بهم وجروا أسافل هدابها وشاهدنا الجل والياسمين والمسمعات بقصابها وبربطنا معمل دائم، فأي الثلاثة أزرى بها؟
ودير نجران أيضا: بأرض دمشق من نواحي حوران ببصرى، وإليه ورد النبي، صلى الله عليه وسلم، وعرفه الراهب بحيرا في القصة المشهورة في أخبار معجزات النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو دير عظيم عجيب العمارة، ولهذا الدير ينادى في البلاد من نذر نذرا لنجران المبارك، والمنادي راكب فرس يطوف عامة نهاره، في كل مدينة مناد، وللسلطان على الدير قطيعة يأخذها من النذور التي تهدى إليه، وأما نجران فأذكرها في بابها وأصفها.
دير نعم: أظنه قرب رحبة مالك بن طوق لان هناك موضعا هكذا اسمه، قال:
قضت وطرا من دير نعم وطالما دير النقيرة: في جبل قرب المعرة يقال به قبر عمر ابن عبد العزيز، رضي الله عنه، والصحيح أنه في دير سمعان كما ذكرناه، وبهذا الموضع قبر الشيخ أبي زكرياء يحيى المغربي، وكان من الصالحين يزار في أيامنا عن قرب نحو سنة 600.
دير النمل: بالقرب من مدينة بلد شماليا بينهما نحو فرسخ.
دير نهيا: ونهيا بالجيزة من أرض مصر، وديرها هذا من أحسن الديارات بمصر وأنزهها وأطيبها موضعا وأجلها موقعا، عامر برهبانه وسكانه، وله في النيل منظر عجيب لان الماء يحيط به من جميع جهاته فإذا انصرف الماء وزرع أظهرت أراضيه أنواع الأزهار، وله خليج يجتمع فيه أنواع الطيور فهو متصيد أيضا، ولابن البصري فيه يذكره:
يا من إذا سكر النديم بكأسه غربت لواحظه بسكر الفيق طلع الصباح فأسقني تلك التي ظلمت فشبه لونها بالزيبق والق الصبوح بنور وجهك، إنه لا يلتقي الفرحان حتى يلتقي قلبي الذي لم يبق فيه هواكم إلا صبابة نار شوق قد بقي أو ما ترى وجه الربيع وقد زهت أزهاره ببهاره والمتألق وتجاوبت أطياره وتبسمت أشجاره عن ثغر دهر مونق والبدر في وسط السماء كأنه وجه منير في قباء أزرق يا للديارات الملاح وما بها من طيب يوم مر لي متشوق أيام كنت وكان لي شغل بها، وأسير شوق صبابتي لم يطلق يا دير نهيا ما ذكرتك ساعة إلا تذكرت السواد بمفرقي والدهر غض والزمان مساعد، ومقامنا ومبيتنا بالجوسق يا دير نهيا إن ذكرت فإنني أسعى إليك على الخيول السبق وإذا سئلت عن الطيور وصيدها وجنوسها فاصدق وإن لم تصدق
(٥٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 534 535 536 537 538 539 540 541 542 543 544 ... » »»