معجم البلدان - الحموي - ج ٢ - الصفحة ١٥٨
كان معاوية يجبس في موضع منه من يظفر به ممن ينبز بقتل عثمان بن عفان، رضي الله عنه، منهم محمد بن أبي حذيفة وكريب بن أبرهة، وهناك قتل عبد الرحمن بن عديس البلوي، قتله بعض الاعراب لما اعترف عنده بقتل عثمان، كذا قال أبو بكر بن موسى، وقال ابن الفقيه: وكان منزل نوح، عليه السلام، في جبل الجليل بالقرب من حمص في قرية تدعى سحر ويقال إن بها فار التنور، قال:
وجبل الجليل بالقرب من دمق أيضا، يقال إن عيسى، عليه السلام، دعا لهذا الجبل أن لا يعدو سبعه ولا يجدب زرعه وهو جبل يقبل من الحجاز، فما كان بفلسطين منه فهو جبل الحمل، وما كان بالأردن فهو جبل الجليل، وهو بدمشق لبنان وبحمص سنير، وقال أبو قيس بن الأسلت:
فلولا ربنا كنا يهودا، وما دين اليهود بذي شكول ولولا ربنا كنا نصارى مع الرهبان في جبل الجليل ولكنا خلقنا، إذ خلقنا، حنيف ديننا عن كل جيل وقال الحافظ أبو القاسم الدمشقي: واصل بن جميل أبو بكر السلاماني من بني سلامان الجليلي من جبل الجليل من أعمال صيداء وبيروت من ساحل دمشق، حدث عن مجاهد ومكحول وعطاء وطاووس والحسن البصري، روى عنه الأوزاعي وعمر بن موسى بن وجيه الوجيهي، وقال يحيى بن معين: واصل بن جميل مستقيم الحديث، ولما هرب الأوزاعي من عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس اختبأ عنده، وكان الأوزاعي يحمد ضيافته ويقول: ما تهنأت بضيافة أحد مثلما تهنأت بضيافتي عنده، وكان خبأني في هري العدس، فإذا كان العشاء جاءت الجارية فأخذت من العدس فطبخت ثم جاءتني به، فكان لا يتكلف، فتهنأت بضيافته. وذو الجليل:
واد قرب مكة، قال بعضهم:
بذي الجليل على مستأنس وحد وذو الجليل أيضا، واد بقب أجإ.
جلية: بلفظ تصغير الجلي، وهو الواضح، قال نصر، موضع قرب وادي القرى من وراء بدا وشغب.
باب الجيم والميم وما يليهما الجماء: بالفتح، وتشديد الميم، والمد، يقال للبنيان الذي لا شرف له أجم ولمؤنثه جماء، ومنه شاة جماء لا قرن لها، والجم في الأصل الكثير من كل شئ، ومنه جمة الرأس لمجتمع الشعر، فأما أجم وجماء في البنيان فهو من النقص فيكون هو، والله أعلم، نحو قولهم أشكيته إذا أزلت شكواه، وأعجمت الكتاب إذا أزلت عجمته، وله نظائر.
والجماء: جبيل من المدينة على ثلاثة أميال من ناحية العقيق إلى الجرف، وقال أبو القاسم محمود بن عمر:
الجماء جبيل بالمدينة، سميت بذلك لان هناك جبلين هي أقصرهما فكأنها جماء، وفي كتاب أبي الحسن المهلبي: الجماء اسم هضبة سوداء، قال: وهما جماوان يعني هضبتين عن يمين الطريق للخارج من المدينة إلى مكة، قال حسان بن ثابت:
وكان بأكناف العقيق وبيده، يحط من الجماء ركنا ململما وفي كتاب أحمد بن محمد الهمذاني: الحماوات ثلاث
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»