الجامع بالرصافة وقد اجتمع الناس وجلس فيه ابن زياد للناس وأقيم بشر على صندوق من صناديق المصاحف عند باب الخدم وقام المستمليان أبو سليم عبد الرحمن بن يونس مستملي ابن عيينة وهارون بن موسى مستملى يزيد بن هارون يذكران أن أمير المؤمنين إبراهيم المهدي أمر قاضيه قتيبة بن زياد أن يستتيب بشر بن غياث المعروف بالمريسي من أشياء عدداها فيها ذكر القرآن وغيره وانه تائب قال: فرفع بشر صوته يقول: معاذ الله معاذ الله إني لست بتائب. وكثر الناس عليه حتى كادوا يقتلونه. فأدخل إلى باب الخدم وتفرق الناس.
ثم محمد بن عمر الواقدي ثم قدم المأمون سنة أربع ومائتين مدينة السلام فوجه إلى الحسن بن سهل أن يشخص إليه محمد بن عمر الواقدي فأشخصه فاستقضاه على الجانب الشرقي وأكرمه وأمره أن يصلى الجمعة بالناس في مسجد الرصافة.
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان قال: حدثني سليمان بن أبي شيخ قال: حدثني مصعب الزبيري قال: كلمت الواقدي في رجل من أهل المدينة يوكله ببعض هذه الوكالات مما يكون فيه رزق فأرسل إليه بصرة فيها مائة درهم أو قال مصعب مائتا درهم فقلت ليتني والله ما كلمته فيه ثم لقيته فقلت الرجل الذي كلمتك فيه لم أكلمك أن تصله وإنما كلمتك أن توكله. فقال: فأي شيء ينفق إلى أن أوكله؟ وكان كريما.
جاد عليهم الخيرون فجادوا حدثين أبو سهل الرازي عن محمد بن سعد كاتب الواقدي قال: رآني الواقدي مهموما فقال لي: لا تغتم فإن الرزق يأتي من حيث لا تحتسب أملقت مرة حتى بعت برذوني فاستبطأني يحيى بن خالد