من الطالبيين نصبوا له العداوة وذكروا للمأمون أنه أعان بمكة على دماء أصحاب المأمون وضرب بين الناس فلم يزل المأمون يدافعهم بصرفه ويعدهم بذلك إلى أن ألحوا عليه فدس إليه من يشير عليه أن يستعفي فاستعفي فأعفاه وخلع عليه.
لا يتسبب في قطع رزقه بلغني أن المأمون ألح على أبي عمر المخزومي في الاستعفاء فقال: لا أفعل قال له المأمون: لم؟ قال: لأن هذا الرزق قوت عيالي: فلا أكون أنا سبب قطعه عنهم. إن أحببت أنت أن تصرفني فاصرفني.
حدثني أحمد بن الوليد الكرابيسي قال: حدثنا محمد بن الحسن المخزومي قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن المخزومي عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس: أن النبي عليه السلام: أهل في مصلاه.
عمل لثلاث خلفاء وزعم زبير بن بكار: أنه محمد بن عبد الرحمن بن أبي سلمة بن سفيان ابن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. واستقضاه موسى الهادي على مكة. وأقره الرشيد حتى كان المأمون فولاه قضاء بغداد أشهرا ثم صرفه.
ثم بشر بن الوليد الكندي أبو الوليد استقضاه المأمون في شهر ربيع الآخر سنة ثمان ومائتين. وهو من كبار أصحاب الرأي. حمل عنه من علمهم شيء كثير. وحدث في أعز أيامه عن الناس وكان مسلما صبيا عفيفا.
يحي بن أكثم وبشر أخبرني بعض من يخبر أن يحيى بن أكثم كان قاضي القضاة في أيامه فشهد عنده رجلان على شهادة فأعلم بشرا عداليتهما وسأله أن يسمع منهما فسمع منهما بشر وسأل عنهما فحمد أحدهما ولم يحمد الآخر فشكاه