فاعتذرت إليه فوقف على حالي فأمر لي بخمسمائة دينار فصرت بها إلى البيت فأنا في تفريقها في قضاء الدين وعلى العيال إذ طرقني رجل من المدينة قد قطع عليه الطريق - من ولد أبي بكر - فشكا إلى حاله فدفعت إليه ما فضل ولم أبتع برذونا فتأخرت عن يحيى بن خالد فأرسل إلي فقال: قد أزحنا العلة فأخبرته الخبر فوجه إلى البكري فسأله عن حاله فقال: نعم أخذت الدنانير منه فلما صرت بها إلى منزلي جاءني فلان الأنصاري فشكا إلي فدفعتها إليه قال: فوجه يحيى إلى الأنصاري فأخبره الخبر فعجب يحيى من الكرم ثم أمر لي بألف دينار وللبكري بمثلها ولزوجي بخمسمائة. لغمها حين دفعت الدنانير إلى البكري.
أخبرني محمد بن سعد الكراني قال: قال الواقدي حدثنا يحيى بن خالد أن جحى قال في حزيران ما أخلفها للمطر لو كانت مغيمة قال: فضحك فأمر لي بعشرين ألف درهم.
السنة التي ولد فيها الواقدي والسنة التي مات فيها الواقدي من المتسعين في العلم توفي - فيما أخبرني الحرث بن أبي أسامة عن محمد بن سعد في ذي الحجة سنة سبع ومائتين ودفن في مقابر الخيزران وهو ابن ثمان وسبعين سنة وصلى عليه محمد بن سماعة وولد سنة وثلاثين ومائة.
أبو عمر محمد بن عبد الرحمن المخزومي لما توفي محمد بن عمر الواقدي في المحرم سنة ثمان ومائتين استقضى المأمون أبو عمر محمد بن عبد الرحمن المخزومي قاضي مكة. وصرفه في شهر ربيع الآخر من هذه السنة. وكان سبب صرفه أن عبد الله بن العباس بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب وجماعة