عبد الرحمن الشيباني قال: كنت بالكوفة حين قسم شريك المال الذي خرج إليه من الخليفة فأعطي العرب ثمانية وأعطى الموالي أربعة ولم يعط النبط شيئا فغضبت الموالي وسئموه فقال لهم إنما كان نصيبكم من هذا المال أربعة والعرب أربعة والنبط أربعة فأخذت ما كان نصيب النبط فأعطيته العرب فأبوا أن يقبلوه منه.
شكوى أبي يوسف وعافية وابن علاثة شريكا إلى المهدي حدثني أحمد بن أبي خيثمة قال قرأت على غسان بن المفضل العلائي قال قال علي بن صالح: كان شريك بالكوفة أيام المهدي قاضيا فشكاه أبو يوسف وعافية إلى المهدي وابن علاثة وقالوا إنه لا ينفذ كتبنا ولا يلتفت إلينا فجمع بينهم المهدي فأقبل شريك وكان قد شرب نبيذا يصدمهم فقال لعافية: لقد رأيته سكرانا موضع عرفتني فيه نبيذا حتى سكر وحقر أبا يوسف في كلامه وقال لابن علاثة: من أنت ومتى كنت ومتى تعلمت؟ فلما خرجوا قال له الطوسي: يا شيخ لقد كنت حسن المنازعة جيد الكلام فقال شريك وكان عليه قباء أسود قال قال علي: وما رأيته قط إلا في قباء يا شيخ أتزعم في طولك وعرضك إني لا أستحل السواد فماذا الذي علي أليس سوادا استحييت لطولك وعرضك.
وذكر محمد بن عمران بن زياد قال: سمعت محمد بن عمر يقول: كان أبو سيف وعافية الأودي يحسدان شريكا ويقعان به ويعيبانه عند الخليفة وإذا حضر لم يشقا غباره ولم يتكلما معه فقالا له إنه فاطمي يرى شق عصا المسلمين والخروج على الأئمة ودخل شريك على نفيه ذلك قال له هارون: زعموا أنك فاطمي فقال والله إني لأحب فاطمة وأبا فاطمة