أخبار القضاة - محمد بن خلف بن حيان - ج ٢ - الصفحة ٨٣
قال: فبلغني أنه كان أنشد سوارا فلم يقبل له شيئا.
((قصة الحر بن مالك مع سوار)) قال: وحدثني الحكم بن النضر؛ قال: حدثني الحر بن مالك بن الخطاب قال: دخلت على سوار وهو موجع من بطنه من طعام أكله فقلت له: عندي نبيذ بسر قد اشتد فقال: إيتنى منه بقدح فأتيته فقال: ضعه واخرج إلى الحكم فقل له: كذا وكذا فخرجت ثم دخلت والقدح فارغ فقلت له: أتيتك بقدح فبعثتنى في حاجة ثم رجعت والقدح فارغ وليس في البيت غيرك فمن شربه؟ فقال: أما أنت فلا تشهد على أنك رأيتني شربته.
((سوار لا يجيز شهادة من يشرب النبيذ)) وقال: قال أبو المنهال عيينة بن المنهال كان سوار لا يجيز شهادة من يشرب النبيذ وأنشد لبعضهم: - * لا تشهدن على صك إذا حضروا * من الشهادة إلا رهط عمار * * ويتركون رجالا في مجالسهم * ذوى أناة وأحلام وأخطار * * أما النبيذ فانى لست تاركه * ولا شهادة لي في حكم سوار * ((سوار يبحث عن عدالة شاهد)) وزعم عبد الواحد بن غياث عن عمرو بن حيان؛ قال: صلينا المغرب في مسجد بلعنبر فإذا بغل سوار وحمار قد جاء به سوار معه؛ فقال: ادع لي معاذ بن معاذ فدعوته فركب الحمار ثم انطلق معه؛ قال: فحدثني معاذ بعده؛ قال: انطلقنا ناحية الأزد فأظلمنا قبل أن نبلغ حيث أراد ثم بلغنا إلى باب فأشار إليه فقال ادن فسل عن فلان فإذا خرج إليك فقل: ههنا رجل يريدك؛ قال: فخرج الرجل فقال له: ما تقول في فلان؟ قال: لا أعلم إلا خيرا فإني به لعالم فانصرف سوار ثم أتى بابا آخر ففعل برجل مثل ذلك ثم قال له: انظر فقد اختلف علينا فيه ففكر ثم قال: ما أعلم إلا خيرا فانصرفنا فلم نتباعد حتى رجع فناداني يا صاحب الحمار فالتفت فإذا الرجل؛ فقلت لسوار؛ فوقف فقال: إني فكرت فلم أعلم شيئا إلا أن له أرضا في الصدقة وأرضا في
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»