الأعلام - خير الدين الزركلي - ج ٨ - الصفحة ١٤٨
الغالب عليه في رسائله العناية بالمعاني أكثر من طلب السجع. وتولى النظر بديوان البصرة وواسط والحلة زمنا. ورشح للوزارة ولم يولها. له " ديوان رسائل " (1).
ابن الدهان (569 - 616 ه‍ = 1173 - 1291 م) يحيى بن سعيد بن المبارك بن علي، أبو زكريا، المعروف بابن الدهان: شاعر مات والده (المتقدمة ترجمته) وهو رضيع، فنشأ ينحو نحوه في الاشتغال بالأدب وعلوم الدين. وتصوف. واتصل بخدمة " القاهر " صاحب الموصل، وصار شيخ الشيوخ بها. وهو صاحب الأبيات التي أولها:
" هل لغرامي فيك من آخر؟ * أم هل على صدك من ناصر؟ " والقائل في " الخمول ":
إن مدحت الخمول نبهت * أقواما نياما، فسابقوني إليه " " هو قد دلني على لذة العيش * فما لي أدل غيري عليه " والقائل:
" وعهدي بالصبا زمنا، وقدي * حكى ألف ابن مقلة في الكتاب " فصرت الآن منحنيا كأني * أفتش في التراب على شبابي! " مولده ووفاته في الموصل (2).
الكرامي (.. - 900 ه‍ =.. - 1495 م) يحيى بن سعيد بن سليمان الكرامي السملالي: فقيه، من المالكية، له اشتغال بالتاريخ، من أهل سوس، بالمغرب الأقصى. من كتبه " تحصيل المنافع في شرح الدرر اللوامع، على قراءة نافع - خ " والأصل لابن بري، و " منظوم الاخبار - خ " رجز في التاريخ ساقط الوزن في 1900 بيت، ويسمى " أخبار الزمان " اعتذر في آخره عن اختلال وزنه و " سلوة الواعظ - خ " (1).
يحيى بن سلام (124 - 200 ه‍ = 742 - 815 م) يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة، التيمي بالولاء، من تيم ربيعة، البصري ثم الإفريقي: مفسر، فقيه، عالم بالحديث واللغة، أدرك نحو عشرين من " التابعين " وروى عنهم. ولد بالكوفة، وانتقل مع أبيه إلى البصرة، فنشأ بها ونسب إليها. ورحل إلى مصر، ومنها إلى إفريقية فاستوطنها. وحج في آخر عمره، فتوفي في عودته من الحج، بمصر. من كتبه " تفسير القرآن - خ " أجزاء منه، في تونس والقيروان (2) قال ابن الجزري:
" سكن إفريقية دهرا، وسمع الناس بها كتابه في تفسير القرآن، وليس لاحد من المتقدمين مثله " ولابنه " محمد بن يحيى " زيادات عليه، أفردت بإسناد عنه.
وله " اختيارات في الفقه " ذكرها صاحب معالم الايمان، و " الجامع " ذكره ابن الجزري، وقال: كان ثقة ثبتا ذا علم بالكتاب والسنة ومعرفة باللغة، والعربية.
وقال أبو العرب: له مصنفات كثيرة في فنون العلم. وقال العسقلاني: ضعفه الدارقطني - في الحديث - وذكره ابن حبان في الثقات وقال: وربما أخطأ (1).
الحصكفي (459 - 551 ه‍ = 1067 - 1156 م) يحيى بن سلامة بن الحسين، أبو الفضل، معين الدين، الخطيب الحصكفي الطنزي: أديب، من الكتاب الشعراء.
ولد بطنزة (في ديار بكر) ونشأ بحصن كيفا، وتأدب على الخطيب أبي زكريا

(١) وفيات الأعيان ٢: ٢٥٢ وإرشاد الأريب ٧: ٢٨٠ ومرآة الجنان ٣: ٤٧٧ والاعلام - خ. والبداية والنهاية ١٣: ١٧ وهدية العارفين ٢: ٥٢٢.
(٢) طبقات النحاة واللغويين، لابن قاضي شهبة - خ.
والوفيات ١: ٢٠٩ آخر ترجمة أبيه. والتكملة لوفيات النقلة - خ. في ربيع الآخر ٦١٦ وبغية الوعاة ٤١٢.
(١) سوس العالمة ١٧٨، وفيه الإشارة إلى أن كتبه موجودة.
وطبقات الحضيكي، الصفحة ٤٢٠ من مخطوطتي.
وفيه: كان حيا سنة ثلاث وتسعين وتسع مائة (كذا والصواب: وثماني مئة) قال لي صاحب سوس العالمة: نبه العلماء على هذه الهفوة عند الحضيكي، وخلال جزولة ٢: ٩٣ وانظر ترجمة أبيه سعيد ابن سليمان المتقدمة في " الاعلام ". والنص على وفاته سنة ٩٠٠ من كتاب " رجالات العلم العربي في سوس - خ ".
(٢) في برنامج العبدلية، الأول من الزيتونة بتونس، ص ٤٤ - ٤٦ وصف لمجلد فيها من تفسير ابن سلام، يحتوي على سبعة أجزاء متوالية، من الثالث عشر إلى العشرين، كلها على الرق، وفي آخر الثامن عشر ما يفيد تمام نسخه يوم السبت مستهل المحرم سنة ٣٨٣ وأطلعني السيد إبراهيم شبوح القيرواني على تصوير ورقتين، هما عنوان ثلاثة أجزاء من التفسير، محفوظة في مكتبة " جامع القيروان " كتب على إحداهما: " الخامس والعشرون والسادس والعشرون من تفسير القرآن تأليف يحيى بن سلام البصري الخ " وفي أعلى الثانية بخط لا يكاد يقرأ: " الخامس والثلاثون " وتحت هذه الكلمة قراءة مؤرخة في شعبان سنة ٣٨٧ ثم قراءة أخرى في ذي القعدة سنة ٤١٧ ومما في مخطوطات " الرق " بالقيروان أيضا، ورقة عليها النص الآتي: " الجزء السادس عشر من تفسير القرآن فيه من قوله في براءة: وأنزل جنودا لم تروها إلى آخرها، تفسير يحيى بن محمد ابن يحيى بن سلام التيمي البصري ": قلت لعله تفسير آخر لحفيده.
(١) طبقات علماء إفريقية لابي العرب ٣٧ - ٣٩ ومعالم الايمان ١: ٢٣٩ - ٢٤٥ وميزان الاعتدال ٣: ٢٩٠ ولسان الميزان ٦: ٢٥٩ - ٢٦١ ورياض النفوس ١: ١٢٢ - ١٢٥ وفهرسة ابن خير ٥٦ وغاية النهاية لابن الجزري ٢: ٣٧٣ وطبقات المفسرين للداوودي - خ. قلت: لم أظفر بنص أطمئن إليه في ضبط " سلام " بالتشديد أو التخفيف، ولم يذكر واضعو " برنامج المكتبة العبدلية " 1: 44 مصدر قولهم " بتشديد اللام " وتابعهم 332: 1. S. Brock ورجحت التخفيف لورود اسمه في أزهار الرياض " يحيى بن السلام " معرفا، وزيد فيه لفظ " عبد " في المعالم، فجاء مرة " عبد السلام " وأخرى " سلام " كما ورد مرة بلفظ " السلام " معرفا في مخطوطة لأسماء الكتب المشتملة عليها مكتبة جامع القيروان في أواخر القرن السابع. ثم ظهر أن الصواب فيه، ضبطه بالتشديد، لوروده في بيت من الشعر، في مخطوطة " اقتراح القريح " لعلي بن عبد الغني الحصري، في دار الكتب المصرية " 93 أدب، الورقة 71 أ " وهو:
يا رب معنى قد استنبطته فهما * فقيل يحفظ تفسير ابن سلام ووقعت نسبته في لسان الميزان " التميمي " من خطأ الطبع، صوابه " التيمي ".
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»