الأعلام - خير الدين الزركلي - ج ٤ - الصفحة ٣٠٣
المطلب، أبو محمد: جد الخلفاء العباسيين. من أعيان التابعين. كان كثير العبادة والصلاة فغلب عليه لقب " السجاد " وكان من أجمل الناس وأوسمهم، عظيم الهيبة، جليل القدر.
قيل للوليد بن عبد الملك: إنه يقول بأن الخلافة ستصير إلى أبنائه، فأمر به فضرب بالسياط وأهين. واعتقله هشام بن عبد الملك، في البلقاء فمات معتقلا (1).
السفياني (105 - 198 ه‍ = 723 - 813 م) علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي، أبو الحسن: ثائر من بقايا بني أمية في الشام. كان من أهل العلم والرواية.
يقول حين يفاخر: " أنا ابن شيخي صفين " لان أمه حفيدة علي بن أبي طالب، وأباه حفيد معاوية. ويلقبه خصومه بأبي العميطر (وهو الحرذون) وكانت إقامته في دمشق. وانتهز فرصة الخلاف بين الأمين والمأمون في العراق، فدعا إلى نفسه وطرد عامل الأمين على دمشق، وهو الأمير سليمان بن أبي جعفر المنصور، وامتلكها (سنة 195) وبويع بالخلافة، وهو ابن تسعين سنة.
وناصره بنو كلت وتعض بقايا الأمويين، وخذله بقايا بني مروان. وقاتله أنصار بني العباس وكان أصحابه يجولون في أسواق دمشق ويقولون للناس: قوموا بايعوا مهدي الله. وتعصب له اليمانية، وقاومته القيسية فنهب دورهم وأحرقها.
واشتد على من لم يبايعه. وامتد سلطانه إلى السواحل، حتى صيدا. وأرسل الأمين جيشا لقتاله لم يصل إلى دمشق.
وانتهى أمه على يد مسلمة بن يعقوب بن علي بن محمد بن سعيد بن مسلمة بن عبد الملك، وقد دعا هذا إلى نفسه أيضا وبويع في حوران وأطراف دمشق.
فقبض على السفياني وقيده. وبايعه رؤساء بني أمية. فهاجمهم ابن بيهس (محمد ابن صالح بن بيهس الكلابي، زعيم القيسية " فهرب السفياني ومسلمة إلى المزة (من ضواحي دمشق) في ثياب النساء (أوائل سنة 198) واجتمع أهل المزة وداريا فقاتلوا ابن بيهس. وظفر هذا فاستولى على دمشق وأقام الدعوة للمأمون. ومات السفياني على الأثر (1).
ابن المديني (161 - 234 ه‍ = 777 - 849 م) علي بن عبد الله بن جعفر السعدي بالولاء الديني، البصري، أبو الحسن:
محدث مؤرخ، كان حافظ عصره. له نحو مئتي مصنف. وكان أعلم من الإمام أحمد باختلاف الحديث. ولد بالبصرة، ومات بسامراء. من كتبه " الأسامي والكنى " ثمانية أجزاء، و " الطبقات " عشرة أجزاء، و " قبائل العرب " عشرة أجزاء، و " التاريخ " عشرة أجزاء، و " اختلاف الحديث " خمسة أجزاء، و " مذاهب المحدثين " جزآن، و " تسمية أولاد العشرة - خ " في الظاهرية، و " علل الحديث ومعرفة الرجال - خ " رسالة (2).
علوية (... - 236 ه‍ =... - 850 م) علي بن عبد الله بن سيف، أو يوسف، أبو الحسن، المعروف بعلوية، موسيقي بغدادي، أصله من السغد (بين بخارى وسمرقند) تخرج على إبراهيم الموصلي وبرع في الغناء والتلحين والضرب بالعود. وغنى للأمين العباسي، وعاش إلى أيام المتوكل. قال أبو الفرج:
" كان مغنيا حاذقا ومؤدبا محسنا، وصانعا متفننا، وضاربا متقدما، مع خفة روح، وطيب مجالسة، وملاحة نوادر " وكان إسحاق بن إبراهيم يتعصب له على " مخارق " ومات بعد إسحاق بقليل. وكان الواثق العباسي يقول:
" غناء علوية مثل نقر الطست، يبقى ساعة في السمع بعد سكوته! " وكان أعسر، عوده مقلوب الأوتار: البم أسفل الأوتار كلها، ثم المثلث فوقه، ثم المثنى ثم الزير. له أخبار مع الأمين والمأمون والمعتصم وإبراهيم ابن المهدي وغيرهم (1).
سيف الدولة الحمداني (303 - 356 ه‍ = 915 - 967 م) علي بن عبد الله بن حمدان التغلبي الربعي، أبو الحسن، سيف الدولة:
الأمير، صاحب المتنبي وممدوحه. يقال:
لم يجتمع بباب أحد من الملوك بعد الخلفاء ما اجتمع بباب سيف الدولة من شيوخ العلم ونجوم الدهر! ولد في ميافارقين (بديار بكر) ونشأ شجاعا مهذبا عالي الهمة. وملك واسطا وما جاورها.
ومال إلى الشام فامتلك دمشق. وعاد إلى حلب فملكها سنة 333 ه‍، وتوفي فيها. ودفن في ميافارقين. أخباره ووقائعه مع الروم كثيرة. وكان كثير العطايا، مقربا لأهل الأدب، يقول الشعر الجيد الرقيق، وقد ينسب إليه ما ليس له.

(١) دول الاسلام للذهبي ١: ٦١ وابن سعد ٥: ٢٢٩ والوفيات ١: ٣٢٣ وصفة الصفوة ٢: ٥٩ واليعقوبي ٣: ٦٢ وفيه: " وفاته في الاجهير، بين الحميمة وأذرح، من عمل دمشق ". والطبري ٨: ٢٣٠ وفيه: " وفاته في الحميمة " وحلية الأولياء ٣: ٢٠٧ وذيل المذيل ٩٧ والمرزباني ٢٨١.
(١) خطط الشام ١: ١٨٣ - ١٨٥ والكامل لابن الأثير ٦: ٨٢ وشذرات الذهب ١: ٣٤٢ و ٣٥٦ والنجوم الزاهرة ٢: ١٤٧ و ١٥٩ والبداية والنهاية ١٠: ٢٢٧.
(٢) تذكرة الحفاظ ٢: ١٥ وتهذيب التهذيب ٧: ٣٤٩ وطبقات الحنابلة ١٦٨ وميزان الاعتدال ٢: ٢٢٩ وفيه ٢: ٢٣٦ أن بعض المؤرخين خلطوا بين ابن المديني هذا والمدائني الاخباري " علي بن محمد المتوفى سنة ٢٢٥ " فأضافوا بعض كتب المدائني إلى ابن المديني وتاريخ بغداد ١١: ٤٥٨ ومفتاح السعادة 2: 163 ومخطوطات الظاهرية 201 وفهرس المخطوطات المصورة: القسم 2 من الجزء 2 ص 109.
(1) الأغاني، طبعة دار الكتب 11: 333 - 362.
يقول المشرف: يرى بعضهم ان اسمه علوية، كنفطويه.
(٣٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 ... » »»