لها ديباجة طويلة وقد كتبها لولده، وأما النسخة المنسوبة إلى يحيى بن سعيد فليس لها هذه الديباجة أولها: [الحمد لله رب العالمين والصلاة على رسوله محمد وآله أجمعين. إعلم أني قد صنفت لك هذا الكتاب وجمعت فيه بين الحكم ونظيره وسميته " نزهة الناظر في الجمع بين الأشباه والنظائر "...] وبعد ذلك لا تفاوت بن النسختين في سائر المطالب. انتهى كلام صاحب " الرياض ".
أقول: ونسبة الكتاب إلى رجل متوفى قبل المؤلف بستة عشر سنة بعيد للغاية فالظاهر أن يحيى بن سعيد كان قد استحسن الكتاب فاستنسخ منه المهم وأسقط الديباجة الطويلة وما كتب اسم المؤلف لعدم علمه به، فمن رأى النسخة بخطة نسبه إليه بزعم أنه المؤلف وقد رأيت عين هذه النسخة عند (الشيخ هادي كاشف الغطاء) وأخرى عند الشيخ أسد الله الزنجاني وثالثة عند (حفيد اليزدي) وجاء في الفصل الأول: [العبادة كل فعل مشروع لا يجزى إلا بنية التعظيم والتذلل لله سبحانه وتعالى وحدها الشيخ محمود بن عمر الخوارزمي في كتاب الحدود بأنها نهاية التعظيم والتذلل لمن يستحق ذلك بأفعال ورد بها الشرع... وفصل شيخنا أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي... وقال الشيخ أبو جعفر محمد بن علي الطوسي المتأخر في الوسيلة...]. وجاء في الفصل الأخير منه: [لا يجب الدية في ثلاثين موضعا ... رجل أخذ في وسط الطريق...] وهو مرتب على أبواب الفقه من الطهارة إلى الديات في 79 بابا. ورأيت على ظهر بعض النسخ بخط غير كاتبه: [أنه نزهة الناظر تصنيف محمد بن الحارث الجزائري] ولعله أراد كتابا آخر وعلى أي فما على ظهر المطبوع منه في صفر 1318 من نسبتها إلى المحقق الحلي جعفر بن سعيد خطأ محض بل هو تأليف مهذب الدين وكتابة يحيى بن سعيد ابن عم المحقق كما في الرياض.
(637: نزهة الناظر لتفريح الخاطر) لحسين بن علي قم 591 كتبه في فهرس تصانيفه.