تبعا اسنادهما في ادراج ما نقله الأستاذ في كتابه " حل الاشكال " في كتابيهما " الخلاصة " و " الرجال " فقد صرح ابن داود في اخر ترجمة أستاذه بان أكثر فوائد كتابه " الرجال " من إشارات أستاذه وتحقيقاته، ولم ير التصريح بذلك من العلامة ولكن يشهد به ظاهر الحال.
وقوله في موضعين من الخلاصة من الاختلاف في قول ابن الغضائري في كتابيه، اخبار عما سمعه من أستاذه من الاختلاف، وليس صريحا في أنه رأى الكتابين. وبالجملة لم يعلم بما جرى على كتاب الضعفاء الذي وجده ابن طاوس بعده، إلى أن استخرج المولى عبد الله التستري المتوفى (1021) عن نسخة " حل الاشكال " الممزقة المقالات المنسوبة إلى أبى الغضائري، ودونها مستقلة وذكر ذلك في ديباجته وأدخلها القهپائي تلميذ المولى عبد الله في طي تراجم كتابه " مجمع الرجال " وأورد ديباجته بعينها في كتابه المؤلف (1016) والموجود عندنا بخطه. وقد ذكرنا في (ج 4 ص 290) ان نسبة كتاب الضعفاء هذا إلى ابن الغضائري المشهور الذي هو من شيوخ الطائفة ومن مشايخ الشيخ النجاشي اجحاف في حقه عظيم وهو أجل من أن يقتحم في هتك أساطين الدين حتى لا يفلت من جرحه أحد من هؤلاء المشاهير بالتقوى والعفاف والصلاح، فالظاهر أن المؤلف لهذا الكتاب كان من المعاندين لكبراء الشيعة وكان يريد الوقيعة فيهم بكل حيلة ووجه، فألف هذا الكتاب وادرج فيه بعض مقالات ابن الغضائري تمويها ليقبل عنه جميع ما أراد اثباته من الوقايع والقبايح والله أعلم . وقد أومى إلى ذلك السيد بن طاوس في تأسيسه القاعدة الكلية في الجرح والتعديل.
بان الجرح لو كان معارضا يسقط بالمعارضة، ولو لم يكن له معارض فالسكون والاطمينان به مرجوح، بخلاف المدح الغير المعارض فان السكون إليه راجح.. وقد بيناه في (ج 4 ص 288 س 31) ولكون هذه القاعدة مرتكزة في الأذهان جرت سيرة الأصحاب على عدم الاعتناء بتضعيفات كتاب الضعفاء على فرض معلومية مؤلفه، فضلا على أنه مجهول المؤلف، فكيف يسكن إلى جرحه.
(165: رجال ابن فضال الكبير) هو أبو محمد الحسن بن علي بن فضال بن عمرو بن أيمن مولى تيم الله الكوفي الفطحي الراجع إلى الامامية، والمتوفى (224) عد النجاشي من من كتبه كتاب الرجال، وذكر اسناده إليه بأربع وسائط. فيظهر انه كان معروفا في عصر النجاشي بل موجودا عنده ذلك الكتاب.