ذلك.. الا ما كان قصده أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبد الله رحمة الله فإنه عمل كتابين أحدهما في المصنفات والآخر ذكر فيه الأصول واستوفاهما على مبلغ ما وجده وقدر عليه غير أن هذين الكتابين لم ينسخهما أحد من أصحابنا واخترم هو رحمه الله، وعمد بعض ورثته إلى اهلاك هذين الكتابين وغيرهما من الكتب على ما حكى بعضهم عنهم..] وكلامه صريح في أن هذا المؤلف كان من شيوخ الطائفة، وانه عمل كتابين استوفى فيهما المصنفات والأصول، وان الكتابين تلفا قبل نسخهما لموت مؤلفهما مخترما قبل بلوغ الأربعين، ولذا الف الشيخ الفهرست وجمع فيه المصنفات والأصول لئلا تتكرر التراجم. والظاهر أنه لم يكن له تأليف آخر والا لذكره. واما نقل النجاشي عن هذا المؤلف فهو حكاية لما سمعه عنه مثل تاريخ فوت أبى عبد الله البرقي لأنه كان مصاحبا له وخصيصا به ومشاركا معه ومع الشيخ الطوسي في التلمذ على أبيه الحسين بن الغضائري الكبير الذي توفى (411) بل كان من تلاميذه كما كان تلميذ أبيه على ما يظهر من كتاب النجاشي في ترجمة علي بن محمد بن شيران حيث صرح النجاشي بأنه كان يحضر ويجتمع مع ابن شيران عند أبي الحسين احمد، استظهر ذلك القهپائي في ترجمة ابن شيران، وكذلك بحر العلوم في فوائده كما حكاه عنه شيخنا في " خاتمة المستدرك - ص 503 " وقد أشرنا إليه في (ج 4 ص 289 س 24) ومستبعد في الغاية ان يكون له كتاب آخر خفى عن المصاحب له والمشارك معه في التلمذة على أبيه. وبالجملة الشيخ أبو الحسين احمد كان من شيوخ الطائفة وكان له كتابين في الرجال أتلفتا بعد موته قبل الاستنساخ عنهما مع غيرهما من كتبه.
(164: رجال ابن الغضائري الضعفاء) المعبر عنه بكتاب الضعفاء أيضا. قد بسطنا القول فيه في (ج 4 ص 288 س 12) وذكرنا اننا لم نجد منه اثرا قبل عصر السيد ابن طاوس المتوفى (673) فان السيد في أواسط القرن السابع وجد هذا الكتاب منسوبا إلى ابن الغضائري من غير سماع أو رواية أو إجازة من أحد من مشايخه فادخل مقالاته في كتاب رجاله الموسوم بحل الاشكال في تراجم الرجال بعد ذكر ما كان موجودا في الأصول الأربعة الرجالية التي وصلت إليه بطرقه إلى مشايخه، وصرح بخروجه عن عهدة ما وجده فيه، وانه انما ادخل ما فيه في كتابه ليكون كتابه شاملا لكل ما قيل في حق المترجم له. فيظهر انه لم يجد كتاب الممدوحين له والا لنقل عنه أيضا. ثم إن تلميذي السيد وهما العلامة الحلي وابن داود