علم الرجال هو علم يبحث فيه عن أحوال رواة الحديث وأوصافهم التي لها دخل في جواز قبول قولهم وعدمه. وهذا العلم يحتاج إليه كل من أراد استنباط الأحكام الشرعية عن أدلتها التي عمدتها الأحاديث المروية عن أهل البيت (ع) حيث أنه لابد من أن ينظر في أحوال رجال سند الحديث ويطمئن بأنهم ممن يصح التعويل عليهم ويجوز الاخذ عنهم حتى يكون حديثهم حجة له في عمل نفسه أو الافتاء لغيره، ولشدة الحاجة إليه اشتد اهتمام علماء الشيعة من العصر الأول إلى اليوم في تأليف كتب خاصة في هذا العلم وتدوين أسماء رجال الأحاديث مع ايراد بعض أوصافهم وذكر بعض كتبهم وآثارهم المعبر عن بعضها بالكتب وعن بعضها بالأصول كما فصلناه في ج 2 ص 125 وكان بدء ذلك حسب اطلاعنا في النصف الثاني من القرن الأول، فان عبيد الله بن أبي رافع كان كاتب أمير المؤمنين (ع) وقد دون أسماء الصحابة الذين شايعوا عليا (ع) وحضروا حروبه وقاتلوا معه في البصرة وصفين والنهروان، ثم في القرن الثاني إلى الأوائل الثالث دون " رجال ابن جبلة " و " ابن فضال " و " ابن محبوب " وغيرهم واستمر تدوين الرجال إلى أواخر القرن الرابع، قال الشيخ الطوسي ملخصا في أول الفهرست: انى رأيت جماعة من شيوخ طائفتنا من أصحاب الحديث عملوا فهرس كتب أصحابنا وما صنفوه من التصانيف ورووه من الأصول، ولم تكن مستوفاة واستوفاها أبو الحسين احمد [ابن الغضائري] على مبلغ ما قدر عليه في كتابين أحدهما في المصنفات والاخر من الأصول وأهلك الكتابان بعد موت المؤلف.. الخ.
وبالجملة في أول القرن الخامس دونت الأصول الأربعة الرجالية المستخرجة عن تلك الكتب المدونة قبلها وهي " الاختيار " من كتاب الكشي و " الفهرست " و " الرجال "