المرتب على الطبقات هذه الثلاثة للشيخ الطوسي و " كتاب الرجال " للنجاشي، وفي القرن السادس الف " فهرس الشيخ منتجب الدين " و " معالم العلماء " لابن شهرآشوب وفي القرن السابع الف السيد أبو الفضائل أحمد بن طاوس الحلي كتابه " حل الاشكال " وادرج فيه ألفاظ تلك الأصول الأربعة على ما وصل إليه من مشايخه مسندا إلى مؤلفيها وادرج أيضا ألفاظ كتاب " الضعفاء " المنسوب إلى ابن الغضائري، وقد وجده السيد منسوبا إليه من غير سند إليه، كما صرح بذلك للخروج عن عهدته وليكون كتابه جامعا لجميع ما قيل في حق الرجل، وقد تبع السيد في ذلك تلميذاه العلامة الحلي " في الخلاصة " وابن داود في رجاله، وتبعهما المتأخرون عنهما في النقل عن الكتب الخمسة وعن بعض ما بقيت نسخها من تلك الكتب الرجالية القديمة مثل " رجال البرقي " و " رجال العقيقي " واما سائر الكتب القديمة فقد ضاعت أعيانها الشخصية من جهة قلة الاهتمام بها بعد وجود عين ألفاظها مدرجة في الأصول الأربعة المتداولة عندنا. فنحن نشكر القدماء على حسن صنيعهم في تأليفاتهم الواصلة إلينا كما انا نشكر المتأخرين عنهم الذين أشرنا إلى بعضهم في بسط كتب الرجال بادخالهم تراجم العلماء والرواة المتأخرين عن أولئك القدماء لشدة احتياجنا إلى معرفة أحوالهم وذلك لان الله يقيض في كل عصر رجالا حاملين لعلوم أهل البيت (ع) متحملين لأحاديثهم بالقراءة والسماع والإجازة وغيرها، وتزداد بذلك عدة الرواة شيئا فشيئا وقرنا بعد قرن، فلابد لنا من ترجمتهم اما مستقلا أو في ضمن الرواة القدماء، وأول من ولج في هذا الباب الشيخ منتجب الدين ابن بابويه الذي كان حيا في (585) فأنه ألف كتابا مستقلا في تراجم العلماء والفقهاء والرواة المتأخرين عن الشيخ الطوسي المتوفى (460) أو المعاصرين له ممن فاتت عنه ترجمتهم، وأوصل تراجمهم إلى تراجم الذين نشأوا في عصره وادركوا أوائل القرن السابع. وكذا فعل الشيخ رشيد الدين ابن شهرآشوب، فألف " معالم العلماء " والحق بآخره أقساما من اعلام شعراء الشيعة المخلصين لأهل البيت، وبعده أدرج العلامة الحلي المتوفى (726) والشيخ تقى الدين الحسن بن داود بعض علماء القرن السابع في رجاليهما، ثم بعدهما الف السيد علي بن عبد الحميد النيلي المتوفى (841) رجاله وامر السيد جلال الدين ابن الأعرج العميدي ان يلحق به العلماء المتأخرين، فالحق به حسب
(٨١)