الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج ٥ - الصفحة ١٤٣
وذكر مناقبه السبعين الذي يقرب كتابته من أربعمائة بيت، قد أورده الشيخ المفيد في " العيون والمحاسن " المعروف ب‍ " الاختصاص " كما ذكرناه في (ج 1 - ص 359) ونقله بعينه العلامة المجلسي في تاسع مجلدات البحار في آخر باب جوامع مناقبه (ع) كما نذكره في حرف الفاء بعنوان " فضائل أمير المؤمنين (ع) " وقد نظمه الشيخ محمد بن الشيخ طاهر السماوي النجفي المعاصر في مأتي بيت في (1359).
أوله: الحمد لله العلى البادى * والصلوات في مدى الآباد (607: جمل أصول التصريف) للامام أبى الفتح عثمان بن جنى المولود قبل (330) والمتوفى (392) كما ذكره ابن النديم، ودفن بمقابر قريش بجنب أستاده في أربعين سنة وهو الشيخ أبو على الفارسي الشيعي المتوفى في (377) مؤلف " الايضاح " و " التكملة ".
(608: جمل الاعراب) لامام اللغة أبى عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الأزدي البصري الامامي كما صرح به في " الخلاصة " المتوفى (170 أو 175) على خلاف فيها، عبر عنه في " الرياض " بجمل الاعراب، ولكن السيوطي عبر عنه بالجمل

(١) من (ص ١٥٢) إلى تمام ثلاثة عشرة صفحة واتفقوا جميعا على أنه كان أخباريا علامة نسابة راوية عن العرب عالما بالنسب عارفا بأيام الناس حافظا للسير لذيذ المفاكهة طيب المسامرة وقد حظى عند الهادي المتوفى (١٧٠) منزلة لم يكن لاحد مطمع فيها فإنه كان إذا دخل على الهادي أمر له بمتكاء ليتكى عليه إلى غير ذلك من المدايح التي تركناها، وكانت ظاهرة فيه لا يمكن لاحد انكارها ومع هذه التقاريض والمدايح قد يقدحه بعضهم بقوله لكن حديثه واه وآخر بقوله منكر الحديث، وثالث بقوله: آفتنا بين المشرق والمغرب ابن داب يضع الحديث بالمدينة، وظني أن منشأ تلك الأقوال الراجعة إلى القدح في أحاديثه هو ما تفرسوه في الرجل من عرق التشيع حتى صرح بعضهم به، ففي الجزء المذكور من " المعجم - ص ١٦٢ " قال زعم العنزي أن ابن داب كان يتشيع ويضع أخبارا لبني هاشم (أقول) نعم هو شيعي حسب ما يرويه في كتابه هذا على نحو الجزم من مناقب أمير المؤمنين (ع) فإنه مما لا يقدم على نقله وروايته كذلك الا من كان شيعيا معتقدا بفضائل أهل البيت (ع) وأما المنكر لتلك الفضائل المعتقد بوضعها لهم فلا يرويها جزما بل يزيفها لا محالة، مع أنه صرح في أول كتابه بعقيدته القلبية عند ذكر تلك المناقب، فقال (ان القوم قد حسدوا عليا على جمعه لتلك المناقب حسدا أنعل قلوبهم وأحبط أعمالهم) فانعال القلب أي تصييره صلبا غليظا قسيا كانعال الخف والدابة والسيف، قال في الصحاح (انعلت خفى ودابتي ولا يقال نعلت) فأظهر عقيدته في أهل البيت (ع) بأنهم مصداق الناس في قوله تعالى (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) كما ورد في أخبارنا، وأنه آل أمر حسد القوم إياهم إلى حبط أعمالهم وقساوة قلوبهم.
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»