الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج ٤ - الصفحة ٢٨٥
صدقه في تنبئه لأبويهما فعلمهما علما يشرفهما الله به فكتبه الوالدان من املائه عليه السلام مدة إمامته قرب سبع سنين (من 254 - إلى - 260) ثم روياه بعد عودهما إلى استراباد للمفسر الاسترآبادي وغيره، وليس فيه إشارة إلى رواية الحسن بن خالد البرقي ولا ايماء بكونه مشاركا معهما في السماع عن الامام مع ما عرفت من بعد احتمال بقاء الحسن بن خالد إلى هذا المقدار من العمر الطويل حتى يشاركهما في السماع عنه عليه السلام.
فما جزم به شيخنا في " خاتمة المستدرك " في (ص 661) من كون التفسير الموجود المطبوع من أجزاء هذا التفسير الكبير. ثم رده على المحقق الداماد في ظن التعدد بأنه مما لا يلتزم به أحد. لا نرى له وجها إذ لا مانع من التعدد حتى لا يلتزم به أحد بل الظاهر تعدد التفسيرين ومخالفتهما كما وكيفا بتغاير المملى والمملى عليه والراوي لكل منهما (1295: تفسير العسكري) الذي أملاه الإمام أبو محمد الحسن بن علي العسكري (المولود سنة 232) والقائم بأمر الإمامة (في 254) والمتوفى (260)، وهو برواية الشيخ أبى جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي نزيل الري المولود بدعاء الحجة عليه السلام بعد سفارة أبى القاسم الحسين بن روح النوبختي (في 305) واستدعاء والده الدعاء بتوسطه والمتوفى بالري (في 381) ونسخه متداولة، فطبع أولا في طهران (في 1268) وكرر طبعه ثانيا (في 1313) وثالثا في هامش تفسير القمي (في 1315) وقد فصل القول باعتباره شيخنا في " خاتمة المستدرك " في (ص 661) فذكر من المعتمدين عليه الشيخ الصدوق في " الفقيه " وغيره من كتبه، والطبرسي في الاحتجاج، وابن شهرآشوب في " المناقب "، والمحقق الكركي في اجازته لصفي الدين، والشهيد الثاني في " المنية "، والمولى محمد تقي المجلسي في شرح المشيخة وولده العلامة المجلسي في " البحار " وغيرهم، وذكر بعض الأسانيد المذكورة في صدر نسخ هذا التفسير المنتهية جميعها إلى الشيخ أبى جعفر ابن بابويه:
ومنها ما في أول المطبوع، فان في أوله بعد التسمية والتحميد وانهاء السند إلى ابن بابويه (قال - ابن بابويه - أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم المفسر الاسترآبادي الخطيب رحمه الله (1) قال حدثني أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد، وأبو الحسن على بن محمد بن

١ - اعلم أنه ليس طريق الصدوق إلى هذا التفسير منحصرا في محمد بن القاسم الخطيب هذا المنسوب جرحه إلى ابن الغضائري بل يوجد في بعض تصانيف الصدوق طريق آخر له إلى رواية هذا التفسير عن الولدين كما في " الأمالي " (في ص ١٠٥) ففي أول المجلس الثالث والثلاثين روى الصدوق عن محمد بن علي الاسترآبادي رضي الله عنه قال حدثنا يوسف بن محمد بن زياد، وعلي بن محمد بن سيار، والنسخة صحيحة ظاهرا واحتمال وقوع التصحيف من الناسخ وتبديله القاسم بعلى خلاف الأصل، مع أن ظاهر أول التفسير أن مقام الولدين بسامراء كان حدود سبع سنين ولا محالة بعد الرجوع إلى استراباد رويا التفسير لأهلها فما المانع من أن يكون منهم محمد بن علي الاسترآبادي الجليل القدر الذي تنكشف جلالته عن الدعاء له بالترضية من تلميذه الصدوق، ولم يثبت كون رواية الولدين في استراباد مخصوصة بمحمد بن القاسم المفسر الخطيب.
وأيضا ليست رواية الولدين منحصرة برواية خصوص التفسير المملى عليهما فقط بل نرى أن على بن محمد بن سيار الذي هو أحد الولدين يروى أيضا الندبة المشهورة لسيد الساجدين عليه السلام التي خصها العلامة الحلي بذكر طرق روايتها في اجازته الكبيرة لبني زهرة فذكر من تلك الطرق رواية ابن سيار هذا للندبة عن أبي يحيى (محمد) بن عبد الله بن زيد المقرى عن سفيان بن عيينة عن الزهري عنه عليه السلام، وذكر أنه يروى الندبة عن علي بن محمد بن سيار المذكور أبو محمد القاسم ابن محمد الاسترآبادي الذي هو أيضا أحد الخمسة من مشايخ الصدوق الذين ادركهم وروى عنهم في استراباد وجرجان " ومن هؤلاء الخمسة " أبو محمد عبدوس بن علي بن العباس الجرجاني الذي يعبر عنه أيضا بأبي محمد بن العباس الجرجاني، وقد روى الصدوق عن أبي محمد القاسم هذا الندبة كما في الإجازة المذكورة وأبو محمد القاسم هذا غير أبى الحسن محمد المفسر الاسترآبادي الخطيب الذي أكثر الصدوق الرواية عنه لاختلاف الكنية والاسم والوصف. وان اشتركا في بعض المشايخ حيث أنهما يرويان عن أبي الحسن على بن محمد بن سيار فيروي المفسر عنه التفسير ويروى أبو محمد عنه الندبة، ولهما مشايخ خاصة أيضا، فيختص أبو محمد القاسم بن محمد بروايته الندبة عن عبد الملك ابن إبراهيم أيضا كما في الإجازة المذكورة ويختص أبو الحسن محمد بن القاسم المفسر الخطيب، بمشايخ كثيرة أخرى، ويروى عنهم روايات كثيرة غير تفسير العسكري عليه السلام وهي توجد في كتب الصدوق كالفقيه، والعيون، والأمالي، والاكمال والتوحيد وغيرها.
ولأجل معروفية الخطيب المفسر وكثرة طرقه ومروياته قد أكثر الصدوق من الرواية عنه دون محمد بن علي وأبى محمد القاسم بن محمد الاستراباديين لعدم بلوغهما رتبة الخطيب، واكثار الرواية عنه أوجب وقوع التفنن من الصدوق في التعبير عنه بذكر كنيته مرة وتركها أخرى، وبذكر وصف الخطيب وتركه، وبذكر المفسر وعدمه، وبتقديم المفسر على الاسترآبادي وعكسه، وبتبديل الاسترآبادي بالجرجاني، أو التعبير عنه بمحمد بن أبي القاسم المفسر وغير ذلك مما يعلم أن كلها تعبيرات مختلفة عن رجل وأحد ذي شأن كان شيخ مثل الشيخ الصدوق العارف بشؤون أساتذته حق المعرفة، فكان يعرفه بأوصافه المشهورة بها. ولا سيما المفسر بل الظاهر من التوصيف به أنه ممن ألف كتابا في التفسير، ولو لم يكن مصنفا فلا أقل من أنه من مشايخ الإجازة لمثل الصدوق فلا يحتاج إلى التصريح بأنه ثقة كما قرر في محله، ولذا يبالغ الصدوق في تجليله ولا يترك الدعاء له بالرحمة والترضية كلما ذكر اسمه عند روايته التفسير عن الولدين أو روايته أحاديث أخر عن سائر مشايخه.
ومن تلك الأحاديث رواية الخطيب عن شيخه جعفر بن أحمد عن أبي يحيى محمد بن عبد الله بن زيد المقرى في الأمالي (ص ٢٧١).
ومنها، روايته عن شيخه عبد الملك بن أحمد بن هارون عن عثمان بن رجاء أيضا في الأمالي (ص ٢١٧) ومنها، الروايات الكثيرة من الخطيب عن شيخه أحمد بن الحسن الحسيني الذي هو ممن يروى عن الامام أبى محمد الحسن العسكري عليه السلام لكنه غير مذكور في كتب الرجال، كما لم يذكر فيها ترجمة الولدين الراويين للتفسير عنه (ع)، قال الشيخ الصدوق في أول الباب الثلاثين الذي هو أول الجزء الثاني من كتابه " عيون أخبار الرضا " حدثنا أبو الحسن محمد بن القاسم المفسر الجرجاني رضى الله تعالى عنه قال حدثنا أحمد بن الحسن الحسيني عن الحسن بن علي - أبى محمد العسكري - عن أبيه عن محمد بن علي (التقى الجواد) عن أبيه الرضا عن أبيه موسى بن جعفر، إلى آخر السند والحديث ثم أورد بهذا الاسناد ثمانية أحاديث أخر مما ليس في تفسير العسكري، وبعين هذا السند أورد حديثا في الأمالي في (ص ٦٧) هكذا، الصدوق عن المفسر عن أحمد بن الحسن الحسيني عن الحسن بن علي عن أبيه عن محمد بن علي عن أبيه الرضا عن أبيه موسى عليهم السلام، ومن هنا ظهر أن السند الاخر المذكور في الأمالي في (ص ٢١٥) فيه سقط وتصحيف. فإنه هكذا: الصدوق عن المفسر عن أحمد بن الحسن الحسيني عن الحسن بن علي بن الناصر عن أبيه الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عليهم السلام فان من يروى عن أبيه الرضا ليس الا محمد بن علي الجواد، فالناصر تصحيف منه والواسطة ساقطة فقد ظهر مما ذكرناه أن المفسر المذكور كان من المعروفين في عصره وكان من مشايخ الإجازة الكثير المشايخ، والواسع الرواية.
ونقول الآن أنه كان أهلا للوثوق برواياته والاعتماد عليها، وحقيقا بالاطمينان بصحتها والجزم بحجيتها، وقد دلنا على ذلك ما علمناه من سيرة تلميذه الراوي عنه - الشيخ الصدوق - وسوانحه من ولادته إلى وفاته، وما عرفنا من أحوال تلميذه من أنه لم يكن أوساط العلماء بل كان في جانب عظيم من التفقه والوثوق والتقى وكان غاية في الورع والتصلب في أمور الدين، ولم يكن ممن يتساهل فيها أو في أخذ الحديث عن غير الموثقين فضلا عن الكذابين بل كان بصيرا بالرجال ناقدا للاخبار كما في الفهرست فلم يكن ليأخذ ناقص العيار كيف لا وهو الذي ولد بدعاء الحجة عليه السلام ووصفه بأنه فقيه خير مبارك وقد جال في البلاد طول عمره لطلب الحديث وأدرك في أسفاره نيفا ومأتين شيخنا من شيوخ أصحابنا ومنهم هذا المفسر وقد استقصاهم؟ شيخنا في خاتمة المستدرك في (ص ٧١٣) ولم يترجم في كتب رجالنا الا قليل منهم، وانما نعرفهم ونعتمد عليهم لأجل أنهم من مشايخ الصدوق الذين يروى عنهم مع الدعاء بالرحمة والرضوان لهم لأنه عاشرهم وحقق أحوالهم وعرف استحقاقهم للدعاء، وقد سمع منهم أو قرأ عليهم تلك الأحاديث التي أودعها في كتبه وتصانيفه البالغة إلى نحو الثلاثمائة مؤلف كما في الفهرست، وصرح هو نفسه في أول " من لا يحضره الفقيه " ان له حال تأليفه مائتين وخمسة وأربعين كتابا كما صرح فيه أيضا بأنه لا يذكر فيه من الأحاديث الا ما هو حجة بينه وبين ربه ومع ذلك أورد في كتاب الحج منه في باب التلبية الرواية الطويلة عن هذا المفسر، ومنه يظهر؟ غاية اعتماد الصدوق على هذا للمفسر الراوي لتفسير العسكري؟ عليه السلام حتى أنه يرى قوله حجة بينه وبين ربه.
لكن مع الأسف أنه ليس لهذا المفسر ترجمة في الأصول الأربعة الرجالية المحققة الثابتة النسبة إلى مؤلفيها من أئمة الرجال، ولم يتعرض له أحد من قدماء الأصحاب لا بالمدح ولا بالقدح وانما وجدت ترجمته المختصرة في " كتاب الضعفاء " المنسوب إلى ابن الغضائري رحمه الله. فلا بد لنا من الفحص عن تاريخ بدو ظهور هذا الكتاب، وعن أحوال مؤلفه وعن صحة انتسابه إلى ابن الغضائري وعدمه فنقول: - الأصل " كتاب الضعفاء " وتاريخ بدو ظهوره فقد ظهر لنا بعد التتبع أن أول من وجده هو السيد جمال الدين أبو الفضائل أحمد بن طاوس الحسيني الحلي (المتوفى ٦٧٣) فأدرجه السيد موزعا له في كتابه " حل الاشكال " في معرفة الرجال الذي ألفه (٦٤٤) وجمع فيه عبارات الكتب الخمسة الرجالية وهي " رجال الطوسي " و " فهرسه " و " اختيار الكشي " و " النجاشي " و " كتاب الضعفاء " المنسوب إلى ابن الغضائري، قال السيد في أول كتابه - بعد ذكر الخمسة بهذا الترتيب (ولى بالجميع روايات متصلة عدا كتاب (ابن الغضائري) فيظهر منه أنه لم يروه عن أحد وانما وجده منسوبا إليه ولم يجد السيد كتابا آخر للممدوحين منسوبا إلى ابن الغضائري والا لكان يدرجه أيضا ولم يقتصر على " الضعفاء " ثم تبع السيد في ذلك تلميذاه العلامة الحلي (المتوفى 726) في الخلاصة وابن داود في رجاله للمؤلف في 707 فأوردا في كتابيهما عين ما أدرجه أستاذهما السيد ابن طاوس في " حل الاشكال " وصرح ابن
(٢٨٥)
مفاتيح البحث: الإمام المهدي المنتظر عليه السلام (2)، الحسين بن روح النوبختي (1)، العلامة المجلسي (2)، مدينة طهران (1)، يوم عرفة (1)، يوسف بن محمد بن زياد (2)، محمد بن القاسم المفسر (4)، علي بن بابويه (1)، الشيخ الصدوق (20)، ابن شهرآشوب (1)، الحسن بن خالد (1)، الحسن بن علي (3)، علي بن محمد (1)، الظنّ (1)، الإمام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام (3)، كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام (1)، الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام (2)، كتاب أمالى الصدوق (6)، كتاب رجال ابن داود (1)، كتاب فقيه من لا يحضره الفقيه (1)، كتاب رجال الطوسي للشيخ الطوسي (1)، مدينة سامراء المقدسة (1)، السيد إبن طاووس (1)، محمد بن علي الاسترآبادي (2)، محمد بن عبد الله بن زيد (1)، علي الأسترآبادي (1)، علي بن محمد بن سيار (4)، محمد بن أبي القاسم (1)، سفيان بن عيينة (1)، أحمد بن هارون (1)، ابن الغضائري (6)، محمد بن عبد الله (1)، علي بن العباس (1)، علي بن الناصر (1)، العلامة الحلي (2)، القاسم بن محمد (2)، محمد بن العباس (1)، محمد بن القاسم (1)، أحمد بن الحسن (3)، جمال الدين (1)، موسى بن جعفر (1)، جعفر بن أحمد (1)، محمد بن علي (4)، الحج (2)، الإختيار، الخيار (1)، الجود (2)، الوفاة (2)، الترتيب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 285 286 287 288 289 ... » »»