الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج ٤ - الصفحة ٢٥٣
(1207: تفسير أبى روق) هو عطية بن الحارث الهمداني الكوفي التابعي، ترجمه العلامة في القسم الأول من " الخلاصة " وحكى عن ابن عقدة انه كان ممن يقول بولاية أهل البيت عليهم السلام، وذكر التفسير له ابن النديم (في ص 51) بعنوان " تفسير أبى روق "، وذكره أيضا النجاشي في ترجمة أبان بن تغلب بمناسبة الجمع بين كتاب أبان مع كتاب محمد ابن السائب، وكتاب أبى روق عطية بن الحارث كما ذكرناه في تفسير أبان.
(1208: تفسير أبى زيد البلخي) هو أبو زيد أحمد بن سهل البلخي القائم بجميع العلوم القديمة والحديثة والفلسفة والرياضيات ولد بناحية شامستيان من نواحي بلخ (حدود 234) وتوفى بها (322) عن سبع أو ثمان وثمانين سنة، وكان والده من أهل سجستان الذين لم يقدموا على سب الوصي مع قيام غيرهم حتى سكان الحرمين بذلك بل شرطوا عدم السب في عهدهم مع الملوك الأموية، ترجمه مبسوطا في " معجم الأدباء " (ج 3 - ص 64 - 86)، ونقل اطرائه عن أبي حيان التوحيدي في " تقريظ الجاحظ " وأنه جعله أحد الرجال الثلاثة بعد الدينوري الذي مر آنفا، ثم نقل ما ترجمه به ابن النديم في ص 198 ونقل عنه تصانيفه التي منها كتاب " عصمة الأنبياء "، وذكر عدة من كتبه في القرآن، كتاب " نظم القرآن "، كتاب " قوارع القرآن "، كتاب " تفسير الفاتحة " و " الحروف المقطعة في أوائل السور "، " كتاب ما أغلق من غريب القرآن " كذا في نسخة " معجم الأدباء " لكن في نسخة " الفهرس لابن النديم " هكذا: " كتاب جمع فيه ما غاب عنه من غريب القرآن "، كتاب " البحث عن التأويلات كبير ". وقد أطرى كتاب " نظم القرآن " بأنه لا يفوقه في هذا الباب تأليف وكذا كتاب " التأويلات " (1).

(١) وحكى في " معجم الأدباء " بقية ترجمته ملخصا عن كتاب " أخبار أبى زيد البلخي " وأبى الحسن شهيد البلخي الذي كان عنده بخط مؤلفه وهو أبو سهل أحمد بن عبيد الله بن أحمد مولى أمير المؤمنين وذكر أنه لم ير أحدا جاء من خبر أبي زيد بأحسن مما جاء به أبو سهل المذكور، وينقل أبو سهل هذا في كتابه كثيرا عن كتاب آخر في " أخبار أبى زيد " الذي ألفه أبو محمد الحسن بن محمد الوزيري الذي كان هو تلميذ أبى زيد رآه واختلف إليه وقرأ عليه بعض رسائله كما أن أبا سهل كان تلميذ الوزيري المذكور، وقرأ عليه بعض تلك الرسائل، وذكر الوزيري في كتابه جمل حالاته من ولادته وتنقلاته في البلاد في طلب العلم ولقائه الكبار الأعيان، وخروجه إلى العراق في طلب الامام إذ كان يومئذ متقلدا لمذهب الامامية وقيامه في العراق ثمان سنين إلى أن صار في كل نوع من أنواع العلوم قدوة. وأرشده الله الطريق فاستمسك بعروة وثيقة من الدين، ولما قضى وطره من العراق رجع إلى بلاده عن طريق هراة حتى وصل بلخ فانتشر بها علمه وكان بها حتى وردها الأمير أحمد بن سهل بن هاشم المروزي، ولما استولى المروزي على تخومها استوزره فأبى طالبا لسلامة الأولى والعقبى فاتخذ المروزي أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبي وزيرا، وأبا زيد هذا كاتبا وكانا موظفين عنده، لكن لم تطل المدة فهلك أحمد بن سهل المروزي (سنة ٣٠٧) عن عمر قصير، وأطرى حسن عقيدته وسيرته وعباداته وتطويل صلاته مثل الامامية حتى قيل له لما طول بعض صلواته أن ريح الامامية لا زال في رأسه إشارة إلى ما كان عليه في العراق من طلب الامام، قال: وقد ذكر اسمه في مجلس الامام أبى بكر أحمد بن محمد بن العباس البزاز المفتى ببلخ فأطراه هو وجميع من حضره من الفضلاء مذعنين بأنه لم يعثر في تصانيفه الكثيرة البالغة حد السبعين على كلمة تقدح في عقيدته، وذكر من حسن عقيدته عدم اثباته أحكام النجوم، وانما كان يثبت ما كان يدل عليه الحساب وعدم تكلمه في القرآن بشئ ولا في تفضيل الصحابة بعضهم على بعض، ولا في مفاخرة العرب والعجم، وكا يقول إن هذه - المناظرات لا تجدي طلائلا ولا تتضمن حاصلا. لان الله تعالى يقول في معنى القرآن: أنزلناه، قرآنا عربيا، قيما، غير ذي عوج، وفى الصحابة قوله ص؟ أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم، وكذلك العربي والشعوبي فإنه الله تعالى يقول فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون وان أكرمكم عند الله اتقاكم، وفى أواخر الترجمة حكى عن المرزباني رثاءه الحسن بن الحسين العلوي المتوفى ببلخ منها قوله: - يا قبر ان الذي ضمنت جثته * من عصبة سادة ليسوا ذوي أفن محمد وعلى ثم زوجته * ثم الحسين ابنه والمرتضى الحسن صلى الاله عليهم والملائكة ال‍ * - مقربون طوال الدهر والزمن وبالجملة يظهر حسن عقيدته من مواضع من ترجمته وشعره منها اعتقاده بأن صلوات الله والملائكة ليست مقصود؟ على النبي فقط كما هو ظاهر الآية بل تشتمل آله وأهل بيته وهم المخصوصون بآية التطهير الطاهرون من الرجس والأفن، ومنها عدم تفضيله الثلاثة المتقدمين على علي عليه السلام، وعدم تفضيله أحدا على غيره الا بالتقوى ومنها تأليف كتاب في عصمة الأنبياء، وعدم تجويز الهجر وذهاب العقل وغيره عليهم، ومنها القول بان القرآن حادث وليس شريكا للبارى في القدم، بل الله أنزله باللغة العربية الحادثة بين البشر في شبه الجزيرة، وجعله حاكما على سائر الكتب، ومستقيما، ولم يجعل له عوجا وكل هذه صفات المخلوق وقد أخبر القرآن في أكثر صفحاته بثبوتها لنفسه ولم يكتف بآية واحدة أو أكثر لكنه لم يصرح بهذا القول اتقاء التهم كما فصلناه في رسالة سميناها " تفنيد قول العوام بقدم الكلام " بل انما أشار إلى بعض الآيات الدالة عليه كأول آية الكهف (الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما) وقوله في سورة ٣٩ وآية ٢٩ (قرآنا عربيا غير ذي عوج) وآية (انا أنزلناه في ليلة القدر) فأخذ من كل آية صفة له وقال إنه تعالى وصفه بهذه.
الأوصاف فيه نفسه (أنزلناه، قرآنا، عربيا، قيما، غير ذي عوج) وكل هذه صفات للمخلوقين وليس مراده أن مجموع هذه الكلمات آية واحدة في القرآن، فظهر أنه لا وجه لاعتراض مصحح نسخة " معجم الأدباء " بأن كلمتي أنزلناه وقيما ليستا في الآية ولذا أسقطها المصحح عن متن الكتاب، لان المترجم تستر عن مذهبه في القرآن بهذا البيان ولم يصرح بأنه حادث أو مخلوق لله تعالى أو انه ليس من القدماء كما أنه تستر عن مذهبه في التفضيل لبعض الصحابة بالاستدلال بأنهم كالنجوم مع أن هذا الحديث موضوع ومخالف لحكم العقل باعتراف أكابر علما العامة أيضا كما بسط القول فيه في " العقبات "؟
في المجلد الثاني من حديث الثقلين (ص 395 - 646) وقد أقام سبعين وجها على بطلان هذا الحديث ووضعه عند علماء العامة، فهل التمسك به من مثل أبى زيد القائم بجميع العلوم محمول على الواقع أو على المدافعة عن نفسه بما يرى دليلا.
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»