وثوابه بروايات الصادقين عليهم السلام " وينقل عنه في " رسالة محاسبة النفس " بعنوان " كتاب ما نزل من القرآن في النبي والأئمة عليهم السلام "، وكان هذا التفسير أيضا عند السيد شرف الدين على الحسيني الاسترآبادي تلميذ المحقق الكركي (الذي توفى 940) وينقل عنه كثيرا في كتابه " تأويل الآيات الظاهرة " كما مر (في ج 3 - ص 304) وكان أيضا عند السيد هاشم العلامة التوبلي (المتوفى 1107) كما ينقل عنه في تفسيره " البرهان " وغيره، ويظهر من مجموع ما نقل عن هذا التفسير في الكتب المشار إليها أن المؤلف له يروى عن الكليني مكررا ويكثر من النقل عن " كتاب القراءات " للسياري، ومن هذه القرينة يستظهر أن النسخة الناقصة الأول والآخر الممحو كثير من صفحاته بالماء، الموجودة عند سيدنا هبة الدين الشهرستاني، هي هذا التفسير بعينه للرواية فيها عن الكليني والنقل عن القراءات للسياري وبما أن تلك النسخة ليست عتيقة يظن وجود أصلها في سائر البلاد.
(1180: تفسير ابن جنى) ذكره ابن النديم (في ص 51) عند ذكر كتب التفاسير، قال : " كتاب تفسير محمد بن علي بن جنى منه أجزاء ". والظاهر أن كلمة منه تصحيف (ستة) ومراده أن هذا التفسير في ستة اجزاء، كما أن الظاهر وقوع التصحيف في لفظ ابن جنى أيضا لان المعروف بهذه الكنية هو ابن جنى النحوي الموصلي المشهور (المتوفى 392) وهو أبو الفتح عثمان بن جنى الذي كان ببغداد، وكان من المعاصرين لابن النديم والمعروفين عنده فلا يحتمل أنه خفى عليه اسمه، وأنا لم أظفر حتى الآن بذكر محمد بن علي بن جنى في غير هذا المقام ولا بذكر ابن جنى آخر، نعم كان لعثمان بن جنى ثلاثة أولاد أسماؤهم على وعال وعلاء كلهم كانوا أدباء فضلاء حسني الخط وكان ولده عال يروى عنه بعض شعر أبيه وقد كتب بخطه بعض تصانيف والده كما في " معجم الأدباء " (ج 12 - ص 91 وص 113) وبالجملة لا يظن كون التفسير له ولا سيما بعد ادراج عثمان بن جنى فهرس تصانيفه في اجازته التي كتبها سنة (384) وعدم التعرض فيه لتفسير القرآن أبدا مع أنه ذكر " تفسير ديوان المتنبي " في الف ورقة وتفسيره الاخر في ماية وخمسين ورقة، وتفسيره للقصائد الأربع للسيد الرضى في أربع مجلدات لكل قصيدة مجلد، وغير ذلك من التفاسير الكثيرة التي ذكرها في معجم الأدباء (ج 12 ص 109) والله العالم فراجعه.