كشف الظنون - حاجي خليفة - ج ١ - الصفحة ١٦
العالم الشهير - تلقى منه المنطق والمعاني والبيان بمناسبة وروده الآستانة سنة 1050 ومن شيوخه أيضا الشيخ ولى الدين المنتشاوي الواعظ - المتوفى سنة 1065 - لازمه سنتين من سنة 1052 في النخبة وألفية المصطلح والحديث فاجازه بمروياته عن شيخه المحدث إبراهيم اللقاني المصري المشهور وأصبح له سند متصل بكتب الحديث ومرويات المحدثين المشاهير. وكتب سنة 1051 تاريخ مأة وخمسين من ملوك الدول وسماه الفذلكة وأراد شيخ الاسلام يحيى أفندي ان يقدمها إلى السلطان إبراهيم الأول بعد تبييضها ولكنه ما احتفل به وما بيضه. وفى سنة 1053 الكتب والتعمق في الفنون وداوم على هذا الحال مدة عشر سنين لا ينام في بعض الليالي حرصا على كتاب حتى يطلع الفجر وكان دأبه في العلم ارجاع الكثرة إلى الوحدة وإحاطة الكليات وضبط الأصول. وفى سنة 1055 بمناسبة حرب جزيرة اقريطش اشتغل بعلم تخطيط الأرض ورسمها [الخرائط] وطالع الرسائل المتعلقة به وفى هذه الأيام ترك الخدمة الرسمية وحاد عنها ووقع بينه وبين مقابلة باش خليفه سى نزاع بجنس حقوقه الرسمية. فانكب على القاء الدروس بكليته وتأليف الكتب مدة ثلث سنين. كان يدرس علم الصرف والمنطق والنحو والمعاني والفرائض والفقه والحكمة والكلام والطب والهيئة وشرح في تلك السنين كتاب محمدية لعلى قوشجي في الهيئة إلى نصفه والف تقويم التواريخ مجدولا في شهرين أرسله في سنة 1058 شيخ الاسلام عبد الرحيم أفندي إلى الوزير الأعظم قوجه محمد پاشا ونال بذلك صاحب الترجمة رؤس ايكنجى خليفه لك (الخليفة الثاني) وفى سنة 1061 وسنة 1062 بيض المجلد الأول من كتابه سلم الوصول إلى طبقات الفحول وعام 1063 بيض كتابه تحفة الأخيار في الحكم والامثال والاشعار من المحاضرات إلى حرف الجيم.
ووضع أسامي الكتب والفنون التي رآها مدة عشرين سنة في كتب العلوم والتواريخ وطبقات العلماء والمكتبات وعند الكتبيين وسائر مظانها بترتيب الحروف في مواضعها ولا يخفى على أحد ان من أهم العلوم علم أحوال الكتب فإنه أولي مرحلة من مراحل البحث والتنقيب ومن لا يعلم ما الف من الكتب في أي موضوع ان يطول عليه أمد بحثه بدون ان يحصل منه على طائل وعلم موضوعات العلوم من أنفع الوسائل واجداها لان
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 1 ... » »»