في طاعة مولاه حتى يسلم من الغلط والزلل ويقتدر على رد السفسطة والجدل. واما أكثر الأحاديث التي اوردها في أواخر السور فإنه لكونه ممن صفت مرآة قلبه وتعرض لنفحات ربه تسامح فيه واعرض عن أسباب التجريح والتعديل ونحا نحو الترغيب والتأويل عالما بأنها مما فاه صاحبه بزورودلى بغرور والله عليم بذات الصدور. ثم إن هذا الكتاب رزق من عند الله سبحانه وتعالى بحسن القبول عند جمهور الأفاضل والفحول فعكفوا عليه بالدرس والتحشية فمنهم من علق تعليقة على سورة منه ومنهم من حشي تحشية تامة ومنهم من كتب على بعض مواضع منه.
اما الحاشية التامة عليه فكثيرة منها:
حاشية العالم الفاضل محيي الدين محمد بن الشيخ مصلح الدين مصطفى القوجوي المتوفى سنة إحدى وخمسين وتسعمائة وهى أعظم الحواشي فائدة وأكثرها نفعا وأسهلها عبارة كتبها أولا على سبيل الايضاح والبيان للمبتدئ في ثماني مجلدات ثم استأنفها ثانيا بنوع تصرف فيه وزيادة عليه فانتشر هاتان النسختان وتلاعب بهما أيدي النساخ حتى كاد ان لا يفرق بينهما. ولبعض الفضول منتخب تلك الحاشية ولا يخفى انها من أعز الحواشي وأكثرها قيمة واعتبارا وذلك لبركة زهده وصلاحه.
وحاشية العالم مصلح الدين مصطفى بن إبراهيم المشهور بابن التمجيد معلم السلطان محمد خان الفاتح وهى مفيدة جامعة أيضا لخصها من حواشي الكشاف في ثلاث مجلدات.
وحاشية الفاضل القاضي زكريا بن محمد الأنصاري المصري [1] المتوفى سنة عشر وتسعمائة [926] وهى في مجلد سماها فتح الجليل ببيان خفى أنوار التنزيل أولها الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب الخ نبه فيها على الأحاديث الموضوعة التي في أواخر السور.
وحاشية الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة إحدى عشرة وتسعمائة وهى في مجلد أيضا سماه نواهد الابكار وشوارد الأفكار.