ترجمة الامام السيوطي هو جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر الكمال بن محمد بن سابق الدين بن عثمان بن محمد بن خضر بن أيوب بن محمد بن الشيخ همام الدين الخضيري، أبو الفضل السيوطي الشافعي، إمام حافظ مؤرخ أديب. ولد ليلة الاحد في الأول من رجب سنة 849 ه / 1445 م، وتوفي والده وهو ابن خمس سنين فعاش حياته يتيما.
فنشأ برعاية أحد الشيوخ من أصدقاء أبيه، فحفظ القرآن صغيرا لا يتجاوز الثماني سنوات، وجلس مدرسا وهو ابن سبعة عشر عاما، وأفتى وهو ابن سبع وعشرين، ولزم كبار العلماء وأخذ عنهم رحل كثيرا في طلب العلم ودراسته، وطلب من الله تعالى وهو يشرب من ماء زمزم أن يجعله من الأئمة المجتهدين، وبلغ من أخذ عنهم أكثر من ستمائة شيخ، وكان من أبرزهم في العربية الشيخ تقي الدين السمني الذي لازمه السيوطي أربع سنوات وسمع عليه المطول، والتوضيح، والمغني وحاشيته،. ومن شيوخه: محى الدين الكافيجي، وشرف الدين المناوي، وشمس الدين محمد الدواودي الشافعي وغيرهم.
قال عنه أبو الحسنات محمد بن عبد الحي اللكنوي في حواشيه على الموطأ: شيخ شيوخنا السيوطي هو الذي أحيا علم التفسير في الدر المنثور، وجمع جميع الأحاديث المتفرقة في جامعة المشهور وما ترك فنا إلا فيه له متن أو شرح مسطور بل له زيادات ومخترعات تشهد أن يكون المجدد في القرن العاشر.
ويقول الشعراني: لو لم يكن للسيوطي من الكرامات إلا إقبال الناس على تآليفه في سائر الأقطار بالكتابة والمطالعة لكان في ذلك كفايته.
وقال عن نفسه:
" رزقت التبصر في سبعة علوم: التفسير، الدين، الفقه، النحو، المعاني، البيان، البديع ".
وقال أيضا: " أحفظ مائتي ألف حديث، ولو وجدت أكثر لحفظته (1) ".