وقال معن بن عيسى: كنت اسأل مالكا عن الحديث وأكرر عليه أسماء الرجال فأقول لم تركت فلانا عن فلان فيقول لي: لو كتبت عن كل ما سمعت لكان هذا البيت ملأنا كتبا يا معن اختر دينك ولا تكتب في ورقك إلا من تحتج به ولا يحتج به عليك.
وقال شعبة بن الحجاج: كان مالك أحد المميزين، ولقد سمعته يقول: ليس كل الناس يكتب عنهم، وان كان لهم فضل في أنفسهم. انما هي اخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تؤخذ إلا من أهلها.
وقال ابن كنانة: قال مالك: من جعل التمييز رأس ماله عدم الخسران. وكان على زيادة.
وقال قراد أبو نوح: ذكر مالك شيئا فقيل له: من حدثك قال: ما كنا نجالس السفهاء.
قال عبد الله بن أحمد بن جنبل: سمعت أبي وذكر هنا الحرف فقال: ما في الدنيا حرف آجل من هذا في فضائل العلماء ان مالك بن انس ذكر انه ما جالس سفيها قط، ولم يسلم من هذا أحد غير مالك.
وقال ابن وهب: سمعت مالكا يقول: لقد أدركت بالمدينة أقواما لو استسقى بهم القطر لسقوا وقد سمعوا من العلم والحديث شيئا كثيرا وما اخذت عن واحد منهم وذلك انهم كانوا قد الزموا أنفسهم خوف الله والزهد وهذا الشأن يعني الحديث والفتيا يحتاج إلى رجل معه تقي وورع وصيانة واتقان وعلم وفهم ويعلم ما يخرج من رأسه وما يصل إليه غدا في القيامة فاما زهد بلا إتقان ولا معرفة فلا ينتفع به، وليس هو بحجة ولا يحمل عنهم العلم.
وقال معن بن عيسى: سمعت مالكا يقول: كم أخ لي بالمدينة أرجو دعوته ولا أجيز شهادته.
وقال سفيان بن حرب: قلت لمالك: ما لكم لا تحدثون عن أهل العراق؟ فقال لم يحدث أو لونا عن أوليهم فكذلك آخرونا لا يحدثونا عن آخرهم.
وقال منصور بن سلمة: كنا عند مالك فقال له رجل: اني أقمت سبعين يوما فكتب ستين حديثا فقال مالك: ستون حديثا تستكثروها؟ فقال الرجل: انما ربما كتبناها بالكوفة أو بالعراق في مجلس قال مالك: كيف لنا بالعراق تلك بها دار الضرب يضرب بالليل وينفق بالنهار.
وقال حمزة: سمعت مالكا يقول: انما كانت العراق تجيش علينا بالدراهم والثياب ثم صارت تجيش علينا بالعلم.