الحديث وأرخ موسى بن هارون وفاته في سنة ثمان عشرة ومائتين (قلت) لا اعلم له أشنع من الحديث الذي رواه العقيلي قال ثنا علي بن عبد العزيز ثنا إسحاق بن بشر الكاهلي ثنا أبو معشر عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال بينا نحن قعود مع النبي صلى الله عليه وآله على جبل من جبال تهامة إذا قبل شيخ وفي يده عصا فسلم على نبي الله صلى الله عليه وآله فرد عليه السلام ثم قال نغمة الجن وغنهم أنت من قال انا هامة بن الهيم بن لاقيس بن إبليس قال وليس بينك وبين إبليس الا أبوان قال نعم قال فكم أتى لك من الدهر قال قد أفنيت الدنيا عمرها الا قليلا ليالي قتل قابيل هابيل كنت انا غلام ابن أعوام فهم الكلام وامر بالآكام وآمر بافساد الطعام وقطيعة الأرحام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بئس لعمر الله عمل الشيخ المتوسم أو الشاب المتلوم قال ذرني من التعذار فإني تائب إلى الله اني كنت مع نوح في مسجده مع من آمن به من قومه فلم أزل أعاتبه على دعوته على قومه حتى بكى عليهم وأبكاني فقال لا جرم اني على ذلك من النادمين فأعوذ بالله ان أكون من الجاهلين قلت يا نوح اني ممن تشرك في دم السعيد هابيل بن آدم فهل تجد لي من توبة عند ربك قال يا هامة هم بالخير وافعله قبل الحسرة والندامة اني قرأت فيما انزل الله علي ان ليس من عبد تاب إلى الله بالغا ذنبه ما بلغ الا تاب الله عليه فقم وتوضأ واسجد لله سجدتين قال ففعلت من ساعتي ما امرني به قال فناداني ارفع رأسك فقد أنزلت توبتك من السماء فخررت لله ساجدا وكنت مع هود في مسجده مع من آمن به من قومه فلم أزل أعاتبه على دعوته على قومه حتى بكى عليهم وأبكاني وكنت زوار اليعقوب وكنت من يوسف بالمكان المكين وكنت ألقى الياس في الأودية وانا ألقاه الآن واني لقيت موسى فعلمني من التوراة وقال إن أنت لقيت عيسى فاقرأه
(٣٥٦)