لسان الميزان - ابن حجر - ج ١ - الصفحة ٣٥١
ثم ساق بسنده إليه قال بقيت دهرا من دهري اجلس كل يوم إلى هشيم فاسمع منه ثم أصير إلى الكسائي فاقرأ عليه جزأ من القرآن ثم أصير إلى وكر الرفيضاء (1) بين طريقين أو ثلاثة ثم آتي الأصمعي وأبا عبيدة فأناشدهما واستفيد منهما ثم أصير إلى أبي فأعلمه بما صنعت، وقال أبو بكر بن أبي خيثمة كنت عند ابن عائشة فجاءه إسحاق بن إبراهيم الموصلي فرحب به فقال ها هنا يا با محمد إلى جنبي (وبسند آخر) إليه قال صرت إلى ابن عيينة لأسمع منه فصعب مرامه فسألت الفضل بن الربيع فكلمه ففرض لي خمسة عشر حديثا في كل مجلس فحدثني يوما فقلت له هذا أعزك الله صحيح كما حدثتني قال نعم قلت فأرويه عنك قال نعم وضحك إلي وقال سرني ما رأيت من تيقظك وتشددك في الحديث فصر إلي متى شئت حتى أحدثك بما شئت، ثم روى بسند له إلى حماد بن إسحاق عن أبيه قال رأيت في منامي كان جريرا يعنى الشاعر ينشدني من شعره وانا اسمع فلما فرغ اخذ بيده كبة شعر فألقاها في فمي فابتلعتها فأوله بعض من ذكرته له انه ورثى الشعر، وقال علي بن يحيى المنجم سأل إسحاق المأمون ان يأذن له في الدخول إليه مع أهل العلم والأدب فأذن له ثم سأله ان يأذن له في الدخول مع الفقهاء فأذن له، وذكر الصولي عن إبراهيم بن محمد بن الشاهين ان إسحاق كان سأل الله ان لا يموت بالقولنج لما رأى من صعوبته على أبيه فرأى في منامه كان قائلا يقول له أجيبت دعوتك في القولنج ولكنك تموت بضده فأصابه به ذرب في شهر رمضان في سنة خمس وثلاثين ومائتين فكان يتصدق في كل يوم لصومه ثم ضعف عن الصوم ومات وقال جحظة عن كاتب من أهل قطر بل رأيت فيما يرى النائم قائلا يقول مات الحسان ابن الحسان * وفات احسان الزمان

(1) كذا في الأصل ولا يتمم معناه فليحرر 12 الحسن النعماني
(٣٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 ... » »»