يستخرجها وتبعه كثير من الأعيان وكاتب أهل مزيلة يدعوهم إلى خلع الملثمين وغلب على شلب وليله ومزيلة ثم قبض عليه أحد قواده واتباعه محمد بن وزير فهرب منه إلى عبد المؤمن بفاس ثم سافر في عسكرهم سنة (540) إلى شلب فحاربوا ابن وزير إلى أن أذعن بالطاعة وأقام ابن قسى بشلب ثم خالف بها واستظهر بأمير من بقايا الملثمين فعمل عليه ابن وزير الحيلة حتى قلبه عليه ثم استظهر ابن قسى بجماعة من الفرنج ليقاتل بهم أهل الاسلام فاطلع على ذلك بعض اتباعه فأشعر به جماعة منهم فأنفوا من ذلك واتفقوا على قتله فقتل وذلك بعد الأربعين، قرأت، بخط العلامة أثير الدين أبى حيان، قال أبو العباس العزفي قال أنشدني بعض أشياخي أنشدنا ابن قسي لنفسه، أزررت على قوس الهدى أوتاره * وارم العدا بسهامه العقاره وأبلغ مناك بشلب مفتسح البلاد * المجتباة وأمها المختارة ويكون ذاك إذا اتغلبت العدى * وتملأت قنن الجبال نضاره قال فكلمه بعض من حضر في قوله نضارة فقال أنشدني الملك، وذكره الذهبي في تاريخ الاسلام وحكى بعض ما أوردناه عن عبد الواحد المراكشي وذكر انه لما أحضر إلى عبد المؤمن قال له بلغني عنك انك دعيت إلى الهداية فقال ليس الفجر فجرين صادق وكاذب قال بلى قال فانا كنت الفجر الكاذب، وذكره فيمن مات بين الخمسين والستين وخمس مائة، وقال أبو العباس العسقلاني سمعت الشيخ أبا محمد المفاوز يقول سمعت الشيخ أبا الحسن السقاء يقول كان في قلبي على الشيخ أبى القاسم بن قسى انكار فبت ليلة من الليالي فرأيته في المنام وانا ارفع يدي عليه لأضربه فقال لي دعني فقد غفر لي بثلاث فقلت ما هي قال قمت لله وقتلت ظلما وصنفت كتاب خلع النعلين، قلت، وفي صحة هذا نظر فان خلع
(٢٤٨)