لسان الميزان - ابن حجر - ج ١ - الصفحة ١٦١
شئ كان في الحداثة أوجبته صورة قال فلم أستقص عليه استحياء منه والجواب الذي أجاب به لا يعبن أحد الاحتمالين، وذكر علي بن منصور في رسالته إلى المعرى (1) ان المتنبي قبض عليه في وزارة علي بن عيسى وحبس ثم أحضره وسأله فاعترف بادعاء النبوة فامر بصفعه فصفع خمسين صفعة وأعيد إلى الحبس ويقال ان ابن خالويه قاله له في مجلس سيف الدولة لولا انك جاهل ما رضيت ان تدعى المتنبي ومعنى المتنبي كاذب والعاقل لا يرضى ان يدعى الكاذب فأجابه باني لا أرضى بهذا ولا أقدر على دفع من يدعوني به واستمرت بينهما المشاجرة إلى أن غضب ابن خالويه فضربه بمفتاح فخرج من حلب إلى مصر سنة (46) ومما يذكر من سرعة جوابه وقوة استحضاره انه حضر مجلس الوزير ابن خنزابة وفيه أبو علي الآمدي الأديب المشهور فأنشد المتنبي أبياتا جاء فيها انما التهنيات للأكفاء، فقال له أبو علي التهنية مصدر والمصدر لا يجمع فقال المتنبي لآخر بجنبه أمسلم هو فقال سبحان الله هذا أستاذ الجماعة أبو علي الآمدي قال فإذا صلى المسلم وتشهد ليس يقول التحيات قال فخجل أبو علي وقام.
(513 - احمد) بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الخباز أبو طالب، قال ابن النجار كان شيعيا، قلت، انما حكي ذلك عن غيره فذكر انه سمع من أبي القاسم بن بشران، وروى عنه أبو القاسم بن السمرقندي وعبد الوهاب الأنماطي وغيرهما ثم قال قرأت بخط أبي محمد بن السمرقندي، قال توفي أبو طالب الخباز الشيعي المذهب في نصف جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين وأربع مائة وكان نائحا للشيعة سمعت منه حديثا واحدا لأتبين امره قال وكان مولده سنة ست عشرة وأربع مائة.

(1) في تاريخ ابن الوردي وهو أبو العلاء أحمد بن عبد الله ولد بالمعرة سنة (363) ومات سنة (449) شريف الدين
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»